الإعلان عن حكومة يمنية جديدة بمشاركة "الانتقالي الجنوبي"
١٨ ديسمبر ٢٠٢٠أبصرت حكومة يمنية جديدة بدعم من السعودية النور مساء الجمعة (18 كانون الأول/يناير 2020) بعد مخاض عسير، على أمل إنهاء الخلافات في معسكر السلطة الساعية لمنع الحوثيين من السيطرة على آخر معاقلها في شمال البلد الغارق في الحرب. وقال مسؤول حكومي لوكالة فرانس برس مفضّلا عدم الكشف عن هويته إن الحكومة الجديدة تضم في أطيافها وزراء موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي وآخرين مؤيدين لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذراع السياسية للانفصاليين الجنوبيين، إضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى.
وذكر بيان من مكتب الرئيس هادي أن التشكيل الجديد أعاد تكليف معين عبد الملك برئاسة الوزراء وتشمل الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا بالإضافة إلى رئيسها، خمسة وزراء من أكبر تكتلين سياسيين في اليمن وهما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح. لكن هادي احتفظ بأقرب حلفائه في الحقائب الوزارية الرئيسية وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية.
وقال معين عبد الملك في تغريدة على تويتر "واثقون بأن الحكومة الجديدة بدعم ومشاركة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية، وإسناد الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ستكون عند مستوى التطلعات الشعبية المعقودة عليها بالرغم من كل التحديات والتعقيدات".
وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين الحوثيين المدعومين من إيران ، والجيش الوطني التابع للحكومة المعترف بها دوليا برئاسة هادي وقوات مؤيدة للحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل نحو ست سنوات. لكن ثمة خلافات عميقة في المعسكر المعادي للحوثيين. فالقوات التي يفترض أنّها موالية للحكومة في الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وتتهم الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها.
وعملت السعودية منذ أكثر من عام على المساعدة في تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة في شمال اليمن المجاور للمملكة. ووقّع المتخاصمون اتفاقا في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 في الرياض ينصّ على تقاسم السلطة في جنوب اليمن بين الحكومة والانفصاليين وتشكيل حكومة جديدة. لكن بنوده لم تنفذ وسرعان ما تجاوزتها الأحداث، إلى أن ولدت الحكومة اليوم.
وقد رحبت الرياض في بيان بتكشيل الحكومة الجديدة " بعد أن تم تنفيذ الترتيبات العسكرية الخاصة بخروج القوات العسكرية من (عدن) إلى خارج المحافظة، وفصل القوات العسكرية في (أبين) ونقلها إلى مواقعها المنتخبة"، وذلك في إشارة إلى القوات التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" والقوات التابعة لحكومة هادي، التي خاضت في الأسابيع والسنوات الماضية اشتباكات عنيفة فيما بينها.
والأسبوع الماضي، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ آذار/مارس 2015، عن تنفيذ عملية فصل بين قوات السلطة وقوات الانفصاليين في العديد من المدن الجنوبية.
ومن المفترض أن تعمل الحكومة على إنهاء الخلافات في معسكر السلطة والتفرغ لمقاتلة الحوثيين في حرب وضعت أفقر دول شبه الجزيرة العربية على حافة المجاعة وتسبّبت بمقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وبأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للامم المتحدة.
وتأتي ولادة الحكومة الجديدة بينما تبحث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، ما قد يؤدي إلى تعقيدات في عملية إيصال المساعدات لملايين اليمنيين.
كما أبصرت الحكومة النور قبل أسابيع من تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة، علما أنه كان قد وعد خلال حملته الانتخابية بإعادة تقييم علاقة بلاده مع السعودية على خلفية قضايا تتعلق بحقوق الانسان والحرب في اليمن.
ز.أ.ب/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)