تبادل الاتهامات بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن بشأن تعطيل محادثات بالي
١٣ ديسمبر ٢٠٠٧مازال الوفد الأمريكي مصرا على موقفه في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الخاص في بالي بعدم رغبته في الالتزام بتقليص انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 40 بالمائة بحلول عام 2020. وقالت باولا دوبريانسكي رئيسة الوفد الأمريكي :"لا يتعين علينا تسوية جميع القضايا هنا في بالي".
وكان الموقف المتشدد للولايات المتحدة قد أدى إلى جمود المحادثات بشأن إطلاق مفاوضات حول التوصل إلى اتفاق لفترة ما بعد عام 2012، عندما ينقضي العمل ببروتوكول كيوتو، حيث لم تصادق أمريكا على البروتوكول في تناقض واضح مع الاتحاد الأوروبي.
تهديدات الاتحاد الأوروبي
وبدوره هدد الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة بعدم إجراء أي محادثات أخرى حول التغير المناخي خارج الأمم المتحدة إذا لم يتم التوصل إلى إجماع في الرأي في نهاية المؤتمر غدا الجمعة.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد تبادلا الاتهامات بشأن تعطيل اتفاق على بدء التفاوض على معاهدة جديدة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مع قرب انتهاء محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة في بالي. وفي هذا السياق قال وزير الدولة البرتغالي لشؤون البيئة امبرتو روزا: "نشعر ببعض من خيبة الأمل من أن العالم بأسره مازال ينتظر الولايات المتحدة". يذكر أن البرتغال تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وروزا هو كبير مفاوضي الاتحاد في بالي.
برلين تدعو للمزيد من المصداقية
وكان وزير البيئة الألماني، زيجمار جابريل، قد أطلع المستشارة أنجيلا ميركل على آخر المستجدات في مؤتمر بالي حول المناخ المنعقد حاليا في إندونيسيا وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما اليوم الخميس. وصرح الوزير الألماني بأن حديث ميركل شخصيا مع "رئيس الدولة أو الحكومة هذا أو ذاك" قد يكون مفيدا في الوقت الحالي وأشار إلى إمكانية أن يكون الطرف الثاني في هذا الحوار هو الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وكان الوزير جابرييل قد هدد بمقاطعة الاتحاد الأوروبي اجتماع هاواي، الذي ستستكمل فيه المناقشات حول سياسة مكافحة التغير المناخي في حال رفضت الولايات المتحدة الالتزام بأهداف واضحة لخفض انبعاثاتها. وكان وزير البيئة الألماني قد حدد هدف بلاده الخاص المتمثل في تقليص الانبعاثات الغازية بنسبة 40 بالمائة بحلول عام 2020، وأضاف بأنه من المهم ليس فقط تحديد أهداف على المدى الطويل تستمر حتى منتصف القرن لكن "يجب أيضا أن تحدد الدول الصناعية أيضا أهداف على المدى المتوسط إذا رغبت في تحقيق نجاح والاحتفاظ بمصداقيتها".
يذكر أن الولايات المتحدة واليابان وكندا واستراليا تعارض جهودا يقودها الاتحاد الأوروبي لإدراج هدف غير ملزم للدول الغنية بخفض الانبعاثات بما بين 25 و40 بالمائة عن مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2020 كأحد المبادئ الإرشادية للمحادثات المستقبلية بشان ظاهرة التغير المناخي.