الارتجاع البيولوجي يلقى اعترافا كعلاج للصداع النصفي
١٨ مايو ٢٠١٦إن مجرد احتمالية الغطس في الماء البارد كافية لتبدأ الأوعية الدموية بالانقباض - وحتى أن فكرة انسياب الماء المثلج على الجلد وحدها تدفع الجسم للتغير ترقبا للموقف . ويعد هذا هو التأثير الذي يستفيد منه العلاج بالارتجاع البيولوجي. ويقول رئيس جمعية الارتجاع البيولوجي الألمانية، لوثار نيبوت ، "إن الهدف من الارتجاع البيولوجي هو التأثير عمدا على الوظائف اللاإرادية، مثل ضربات القلب ودرجة حرارة الجلد والنشاط العضلي".الارتجاع البيولوجي يلقى اعترافا كعلاج للصداع النصفي
و هذه الطريقة تستخدم في علاج التوتر، والصداع، والصداع النصفي، وآلام الظهر والتوتر العضلي المزمن. ويقول البروفيسور بيتر كروب أستاذ الطب في جامعة روستوك الألمانية، "الارتجاع البيولوجي ينطوي على إجراء موضوعي لقياس، وتعزيز إشارات الجسم والتغذية المرتدة لها ". وقد أثبت العلاج باستخدام الارتجاع البيولوجي فعالية كالأدوية في إحباط هجمات الصداع النصفي ويجد قبولا متزايدا بين شركات التأمين الصحي في جميع أنحاء العالم. ولا تعد أسباب الصداع مفهومة بشكل جيد. لكن أحد العوامل المعروفة هو أن الشرايين الصدغية تنقبض في البداية، قبل هجوم من الصداع النصفي، ثم تتمدد فجأة.
في العلاج بالارتجاع البيولوجي، يقيس جهاز استشعار، تدفق الدم في المنطقة، وتظهر النتائج كرسم بياني على شاشة. وتعد مراقبة ما يجري في الجسم هي الخطوة الأولى، وتكون الفكرة وراء ذلك هي: أن ما يمكن ملاحظته يمكن أيضا تغييره. أما الخطوة الثانية فهي تدريب هذه القدرة. يحاول المريض التأثير على حالة الأوعية الدموية عن طريق قوة التخيل. وتوفر الصورة على الشاشة التغذية المرتدة حول ما إذا كان الأمر يعمل أم لا يعمل. ويقول كروب، معترفا بأنه لا توجد ضمانات للنجاح "لا توجد استراتيجية واحدة مؤثرة مع جميع المرضى. يمكنك ببساطة أن تحاول معرفة ما ينجح".
وسيلة فعالة ولكن بحاجة إلى قليل من الصبر
وكما تقول عالمة النفس جوليا جريف فإن التحفيز أمر ضروري. "عند استخدام الارتجاع البيولوجي، يجب على المريض أن يتعاون". وتم تقييم أكثر من 50 دراسة حول فعالية الارتجاع البيولوجي، كجزء من مشروع بحثي عن علم النفس السريري، كما تقول جرايف، وكانت المحصلة أن هذا الأسلوب العلاجي يقلل كلا من مدة وتواتر الصداع النصفي. وتوضح جريف اعتمادا على تجربتها "في المتوسط، هناك حاجة لنحو ثماني إلى 11 جلسة لتعلم الاستراتيجيات الضرورية لمواجهة الألم"، مضيفة "لكن المرضى يجب أن يكونوا على استعداد للتدريب في المنزل".
وذلك لأن العلاج لا يكون فعالا على المدى الطويل، إلا إذا كان المريض قادرا على تطبيق استراتيجية مكافحة آلامه بدون مساعدة من التغذية المرتدة المرئية على شاشة الكمبيوتر. ويضيف نيبوت أنه ينبغي أن يتعرض المريض مسبقا لفحص من قبل طبيب أعصاب لاستبعاد وجود أسباب أخرى للألم. ويحذر رئيس جمعية الارتجاع البيولوجي الألمانية من الممارسين المثيرين للشكوك الذين يعرضون تقديم العلاج بالارتجاع البيولوجي. ويؤكد نيبوت "يجب على المرء أن يكون دائما متشككا إذا عرض عليه الطبيب المعالج علاجا أشبه بالمعجزة".
د.ص/ع.ج.م (د ب أ)