الانتخابات الرئاسية الفرنسية في مرآة الصحافة الأوروبية
٢٣ أبريل ٢٠٠٧
الصحف الفرنسية: "مصالحة بين الفرنسيين والسياسة"
شددت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم على وضوع النتائج في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية الامر الذي يكرس "المصالحة بين الفرنسيين والسياسة" عقب ما وصف بزلزال نيسان/ابريل 2002، عندما وصل اليمين المتطرف الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. في هذا السياق كتبت صحيفة "لو فيغارو" المحافظة محللة قائلة: "لكل الذين كانوا يمطروننا منذ عشر سنوات بأننا نشهد نهاية السياسية وفقدان التطلعات المطلق، أتى هذا الأحد في 22 نيسان/ابريل لينفي ذلك بفرح". وتابعت الصحيفة معتبرة ما حدث يوم أمس بأنه "طريقة جميلة لمحو 21 نيسان/ابريل 2002".
من جانبها كتبت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية في افتتاحيتها التي حملت عنوان "خيار الوضوح" ان "التعبئة المدنية الشاسعة على صعيد الأمة التي قيل عنها انها فقدت رؤاها وتعبت من الطبقة السياسية، يزيد كذلك من الوضوح الساطع للإرادة الشعبية". أما صحيفة "لاكروا" الكاثوليكية فقالت "يبدو ان الناخبين في 2007 اختاروا عدم تشتيت الأصوات والتصويت بشكل مفيد". وشددت "لومانيتيه" الشيوعية على مستوى "المشاركة القياسي" معتبرة ان الجهود يجب ان تتواصل "لإلحاق الهزيمة بنيكولا ساركوزي". وكتب فرنسوا كزافييه بييتري في صحيفة "لا تريبون" الاقتصادية ان الفرنسيين "أعلنوا بصوت عال مصالحتهم مع السياسية" عبر توجههم بكثافة الى صناديق الاقتراع وتسجيلهم رقما قياسيا للمشاركة في ظل "الجمهورية الخامسة". أما "ليزيكو" الاقتصادية فقد حملت افتتاحيتها عنوانا معبرا "نقيض 21 نيسان/ابريل 2002" مشددة على "نهاية الزلزال والعودة الى الكلاسيكية".
الصحف الألمانية: "كل شيء ممكن من جديد"
واعتبرت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" ان كل شيء ممكن من جديد اعتبارا من أمس الأحد، مشيرة الى ان فوز المرشحة الاشتراكية سيكون "صعبا لكنه ليس مستحيلا". وأضافت الصحيفة قائلة ان اليسار الفرنسي في الدورة الأولى "استخلص العبر ولم يتشتت كما حصل في المرة الاخيرة". وتوقعت الصحيفة التي تصدر في مدينة ميونيخ ان يميل نيكولا ساركوزي اكثر الى اليمين للحصول على أصوات لوبن. أما صحيفة "فرانكفورتر الغماينية تسايتونغ" فقد اعتبرت ان هذه المرة لم تحصل مفاجآت في الإنتخابات الفرنسية، مشيرة الى ان الكثير من الان وصاعدا سيكون رهنا بأصوات بايرو "الا اذا قرر ناخبوه الذين أصيبوا بخيبة أمل البقاء في منازلهم في الدورة الثانية".
الصحف البريطانية: "درس للبريطانيين"
أما الصحف البريطانية فقد أشادت بالمشاركة الكثيفة للفرنسيين في الانتخابات معتبرة ان ذلك يجب ان يكون "درسا مناسبا للبريطانيين" حسب ما جاء في صحيفة "ديلي ميل". وكتبت صحيفة "ذي غادريان" من ناحيتها تقول ان ساركوزي يبقى الأوفر حظا لكن عليه ان يشن معركة شرسة في مواجهة مرشحة اشتراكية متجددة". وأضافت الصحيفة قائلة ان السيدة روايال باتت الآن في موقع يؤهلها لتوحيد صفوف حزبها وفرض شيء من النظام فيه.
الصحف الأسبانية: "فرنسا تتجه يمناً"
ورأت الصحف الأسبانية ولا سيما "ال باييس" ان روايال في مواجهة الأوفر حظا (ساركوزي) محكومة بقدرتها على جذب ناخبي مرشح الوسط فرنسوا بايرو للفوز في الدورة الثانية. أما صحيفة "ال موندو" فقد علقت في نسختها الالكترونية بالقول ان فرنسا اظهرت مجددا انها "تسير نحو اليمين"، مشيرة الى ان ساركوزي يشعر انه الفائز المطمئن وسيغولون روايال انها الفائزة المليئة بالأمل.
أما صحيفة "لو سوار" الصادرة في بروكسل فقد كتبت تقول"بعد خمس سنوات على 21 نيسان/ابريل 2002 هبت رياح الأمل أمس على فرنسا". وأضافت ان الفرنسيين وقفوا بصبر وسط جو جميل في الطابور امام مكاتب الاقتراع وهذ في رأي الصحيفة مؤشر على ان الهوة الديموقراطية بعد سنوات من الأزمة والطلاق بين الطبقة السياسية والأمة، بدأت تُردم". ورأت صحيفة "ريزبوبوليتا" البولندية ان الفرنسيين اثبتوا انهم يريدون التحول عن نصف قرن من النهج الميتراني والشيراكي.
وفي ايطاليا قالت صحيفة "لا ستامبا" الصادرة في تورينو "هذه المرة صدقت استطلاعات الرأي". واعتبرت صحيفة "كوريري دي لا سيرا" ان الخاسر الأكبر في الدورة الأولى كان جان ماري لوبن. أما صحيفة "لوتان" السويسرية فقد ان الرهان في الأيام المقبلة سيكون أصوات الوسط ودعم بايرو او تقاربه من واحد من المرشحين. وأشارت "لا تريبون دو جنيف" الى ان فرنسا لم تشهد في تاريخها مشاركة امرأة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية"، مضيفة ان امام روايال 15 يوما لتثبت عبر برنامجها انها تحمل فعلا التجديد وانها تحمل اشتراكية جديدة ولا سيما في المجال الاقتصادي "وإلا سيركز منتقدوها مجددا على ملابسها".
الصحف الروسية: "بداية طريق جديد للتطور"
كذلك ركزت الصحافة الروسية على المشاركة القياسية للناخبين الفرنسيين حيث أشارت صحيفة "كومرسنت" للأعمال التي عنونت "نيكولا ساركوزي لم يعد امامه سوى يسار واحد للتغلب عليه" الى الحيوية غير المسبوقة للناخبين طوال الحملة الانتخابية، محللة ذلك بأنه جاء نتيجة خوف الناخبين من تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية في 2002. وأضافت الصحيفة قائلة ان فرنسا تبدأ مع هذه الانتخابات "طريقا جديدة للتطور" وتختار رئيسا ينتمي الى جيل جديد ولد بعد الحرب العالمية الثانية. وأوضحت بأنه ليس مهما من سيفوز، لكن التغييرات أضحت حتمية، حسب تعبير الصحيفة.