الانتخابات الفرنسية.. ردود فعل عالمية مرحبة بفوز ماكرون
٢٤ أبريل ٢٠٢٢أعلن ايمانويل ماكرون الذي أعيد انتخابه الأحد رئيسا لفرنسا في مواجهة منافسته من اليمين المتطرف مارين لوبن أن تصويت الناخبين ضد حزب التجمع الوطني "يلزمني للأعوام المقبلة"، لكن توجه أيضا إلى معارضيه قائلا "لست رئيس فريق معين وإنما أنا رئيس للجميع".
وقال ماكرون في خطاب أمام برج ايفل في باريس "أعلم ان عددا من مواطنينا صوتوا لي اليوم ليس دعما للأفكار التي أحملها بل للوقوف في وجه (أفكار) اليمين المتطرف"، مضيفا "هذا التصويت يلزمني للأعوام المقبلة". وأضاف أنه لا بدّ من "إعطاء أجوبة" للذين دفعهم "الغضب والاختلاف في الرأي" للتصويت الى أقصى اليمين.
ترحيب ألماني
وتغلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق مريح في الانتخابات التي أجريت اليوم الأحد (24 أبريل/ نيسان 2022)، وذلك حسبما أظهرت توقعات مبكرة لمراكز لاستطلاع الرأي.
ورحب المستشار الألماني أولاف شولتس بإعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لفترة رئاسية جديدة واعتبر أن فوز ماكرون علامة على التزام الشعب تجاه أوروبا.
وكتب شولتس على موقع تويتر "تهانينا للرئيس العزيز إيمانويل ماكرون. لقد أرسل ناخبوك أيضا رسالة التزام قوي إلى أوروبا اليوم. أنا سعيد أننا سنواصل تعاوننا الجيد".
تهنئة إيطالية
كماهنأ القادة الإيطاليون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد فترة وجيزة من التوقعات التي أشارت إلى فوزه بولاية ثانية في منصبه وإقرار منافسته، مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، بهزيمتها.
ووصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الفوز بأنه "خبر رائع لأوروبا بأسرها".
وقال دراجي: "إن إيطاليا وفرنسا، بجانب جميع الشركاء الآخرين، ملتزمون ببناء اتحاد أوروبي أقوى وأكثر إحكاما وإنصافا، قادر على أخذ زمام المبادرة في مواجهة التحديات الكبرى في عصرنا، بدءا من الحرب الأوكرانية".
ترودو يتطلع لمواصلة العمل مع ماكرون
كما هنّأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأحد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بإعادة انتخابه، قائلًا إنه "يتطلّع إلى مواصلة العمل" معه.
وكتب ترودو على تويتر، مرفقًا نصّه بصورة تجمعه بماكرون، "تهانينا ايمانويل ماكرون. أتطلّع لمواصلة العمل معًا على القضايا الأكثر أهمية للناس في كندا وفرنسا - من الدفاع عن الديموقراطية إلى مكافحة تغير المناخ إلى خلق وظائف جيدة ونمو اقتصادي للطبقة الوسطى".
ارتياح بريطاني وأوروبي
بدوره هنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي عند الخروج من لجان الاقتراع أنه سيعاد انتخابه رئيسا للبلاد.
وقال جونسون على تويتر "تهانينا إليكم إيمانويل ماكرون على إعادة انتخابكم رئيسا لفرنسا. فرنسا واحدة من أهم الحلفاء وأقربهم إلينا. أتطلع لمواصلة العمل معا بشأن القضايا الأكثر أهمية لبلدينا وللعالم".
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن ارتياحه لإعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لفترة رئاسية جديدة.
وكتب ميشيل باللغة الفرنسية على موقع تويتر "في هذه الأوقات الصعبة، نحتاج إلى أوروبا قوية وفرنسا ملتزمة تماما باتحاد أوروبي أكثر سيادة واستراتيجية ".
كذلك هنأت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "إعادة انتخابه الناجحة للغاية".
وقالت إنها تتطلع إلى مواصلة العمل مع فرنسا في ظل الرئاسة الفرنسية الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي و"مواجهة تحديات عالم يزداد غموضا وقلقا". وكتبت: "الاتحاد الأوروبي القوي يحتاج إلى فرنسا قوية".
وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إعادة انتخابه رئيسا لفرنسا.
وكتبت السياسية الألمانية باللغة الفرنسية على موقع تويتر "أنا سعيدة لأننا سنتمكن من مواصلة تعاوننا الجيد"
وأضافت "معا سنحقق التقدم لفرنسا وأوروبا".
العفو الدولية تطالب ماكرون بوضع حقوق الإنسان ضمن أولوياته
أما منظمة العفو الدولية بفرعها الفرنسي فقد دعت الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إعادة الأطفال الفرنسيين المئتين المحتجزين في سوريا ووضع حقوق الإنسان "في قلب أولويات" ولايته الجديدة، في بيان أصدرته مساء الأحد بعيد الإعلان عن فوز ماكرون بولاية ثانية.
وجاء في بيان المنظمة "ندعو إلى إعادة توطين الأطفال الفرنسيين المئتين المحتجزين في سوريا خلافا لكلّ قواعد القانون بلا أيّ تأخير، وهو النهج الذي ينتهجه المزيد من الدول الأوروبية".
وتعتمد باريس راهنا سياسة لإعادة التوطين تقوم على دراسة كلّ حالة على حدة. وهي أعادت 35 طفلا، أغلبهم يتامى. وتشدّد على ضرورة محاكمة البالغين في مكان وجودهم.
وتعدّ عودة الفرنسيين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية مسألة حسّاسة في بلد ما زال تحت صدمة الاعتداءات الجهادية المنفّذة على أراضيه اعتبارا من 2015.
وصرّحت سيسيل كودريو رئيسة الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية في البيان "لم تكن الولاية الرئاسية الأولى مثالية في مجال حقوق الإنسان، لذا ندعو رئيس الجمهورية الذي أعيد انتخابه... إلى جعل عهده الثاني نموذجيا".
وأشارت المنظمة إلى أنه "في حين بدأ جمع الأدلّة على جرائم دولية مفترضة في أوكرانيا وتسنّى لعدّة دول أوروبية محاكمة مجرمي حرب سوريين بالاستناد إلى الولاية القضائية العالمية، ما زالالقانون الفرنسي يتضمّن قيودا تقوّض بشدّة قدرات محاكمه".
وحان الوقت "للانعتاق من تشريع ملتبس وإجراء التكيفات اللازمة لإتاحة كل السبل القانونية التي تسمح بمحاكمة مشتبه بارتكابهم جرائم دولية، في فرنسا"، وفق المنظمة غير الحكومية.
وشدّدت العفو الدولية في بيانها على ضرورة أن تتوقّف فرنسا عن "بيع الأسلحة الموجّهة إلى السعودية والإمارات، وهما بلدان منخرطان في تحالف يُشتبه بارتكابه جرائم حرب في اليمن"، داعية الدولة الفرنسية إلى إرساء "آلية مراقبة برلمانية فعلية" للتدقيق في مبيعات الأسلحة.
وستمثل إعادة انتخاب ماكرون (44 عاما) وهو مرشح حزب "الجمهورية إلى الأمام"، الاستمرارية وإن تعهد الرئيس بجعل البيئة في صميم عمله في ولايته الثانية والأخيرة.
وسيصبح ماكرون أول رئيس فرنسي يُعاد انتخابه لولاية ثانية خلال 20 عامًا، منذ إعادة انتخاب جاك شيراك عام 2002.
وأثارت مواقفه الخلافية بشأن مسائل عدة وممارسته العمودية للسلطة استياء جزء من الفرنسيين الذين اعتبروا أنه بعيد جدًا عن واقع حياتهم اليومية والصعوبات المادية التي يواجهونها في نهاية كلّ شهر.
ووُصف ماكرون بـ „رئيس الأثرياء" خصوصًا بسبب قرارين اتخذهما في بداية ولايته ولم يقبلهما اليسار أبدًا وهما إلغاء الضريبة على الثروات وتخفيض إعانات السكن.
ع.أج/ ع ش (ا ف ب، د ب ا، رويترز)