الانتخابات اللبنانية ـ المؤشرات تظهر انتكاسة "حزب الله"
١٦ مايو ٢٠٢٢تلقى حزب الله المدعوم من إيران ضربة فيالانتخابات البرلمانية اللبنانيةبعد أن أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية تعرض بعض من أقدم حلفائه لخسائر ومع إعلان حزب القوات اللبنانية المتحالف مع السعودية تحقيق مكاسب. مع استمرار فرز الأصوات لم تظهر بعد النتيجة النهائية لأول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي اللبناني و انفجار مرفأ بيروت عام 2020 الذي دمر أجزاء من العاصمة.
وحصلت جماعة حزب الله الشيعية المدججة بالسلاح وحلفاؤها على 71 مقعدا في الانتخابات السابقة في 2018 في البرلمان الذي يضم 128 مقعدا لكن لم يتضح بعد ما إذا كانوا سيحتفظون بالأغلبية وسيعتمد ذلك على النتائج النهائية ومنها عدد مقاعد السنة. وتشير النتائج المعلنة إلى تشكيل برلمان أكثر تشرذما وإلى استقطاب حاد بين حلفاء حزب الله ومعارضيه وهي نتيجة يقول محللون إنها قد تقود إلى طريق مسدود في حين تحاول الفصائل التوصل لاتفاق لاقتسام السلطة بتوزيع المناصب الكبيرة في الدولة.
وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط "إذا انتهت اتفاقات الماضي، أي نوع من السياسة سيتبقى لنا سوى المزيد من التوترات الطائفية وتكرار بعض الاشتباكات التي شهدناها؟". وأضاف أن نتائج انتخابات 2018 دفعت بلبنان للدوران في فلك إيران التي يقودها الشيعة أما هذه النتيجة فقد تفتح الباب أمام السعودية السنية لممارسة نفوذ أكبر على البلد الذي ظل لفترة طويلة ساحة للتنافس بينها وبين طهران.
ومن أقوى المفاجآت التي شهدتها الانتخابات خسارة السياسي الدرزي المتحالف مع حزب الله طلال أرسلان، سليل واحدة من أقدم الأسر في الساحة السياسية في لبنان والذي انتخب لأول مرة في عام 1992، مقعده لصالح مارك ضو الوافد الجديد الذي يعمل وفق أجندة إصلاحية وذلك حسبما قال مدير الحملة الانتخابية لضو ومسؤول بحزب الله.
وأشارت النتائج الأولية أيضا إلى فوز ما لا يقل عن خمسة مستقلين آخرين ممن خاضوا حملاتهم على أساس برنامج إصلاحي ومحاسبة الساسة المتهمين بالتسبب في وقوع لبنان في أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990.
تعني المكاسب التي أعلنها حزب القوات اللبنانية، الذي يعارض حزب الله بشدة، أنه سيتفوق على التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله كأكبر حزب مسيحي في البرلمان. وقالت أنطوانيت جعجع رئيسة المكتب الصحفي لحزب القوات اللبنانية إن الحزب حصل على ما لا يقل عن 20 مقعدا ارتفاعًا من 15 مقعدا في 2018.
وقال سيد يونس رئيس الجهاز الانتخابي لحزب التيار الوطني الحر لرويترز إن التيار حصل على ما يصل إلى 16 مقعدا انخفاضا من 18 في 2018. ويعد التيار الوطني الحر أكبر حزب مسيحي في البرلمان منذ أن عاد مؤسسه، الرئيس ميشال عون، من المنفى في عام 2005 في فرنسا. وكان عون وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خصمين في الحرب الأهلية.
وتأسس حزب القوات اللبنانية كفصيل مسلح خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما وقد دعا مرارا حزب الله المدعوم من إيران إلى التخلي عن ترسانته من الأسلحة. وقال حاج علي "حلفاء حزب الله المسيحيون فقدوا تمثيلهم للأغلبية المسيحية" ووصف ذلك بأنه "صفعة كبيرة" لزعم حزب الله أنه يتمتع بتأييد مختلف الطوائف لترسانته القوية.
واحتفظ حزب الله وحليفته حركة أمل التي ينتمي إليها نبيه بري رئيس البرلمان بتمثيلهما للشيعة وفازا بجميع المقاعد المخصصة لطائفتهما وفقا للبيانات الأولية من الحزبين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان حلفاء حزب الله سيحصلون على المقاعد التي تركت شاغرة بانسحاب السياسي السني سعد الحريري خاصة في بيروت وشمال لبنان. ويتعين على البرلمان الجديد انتخاب رئيس له، وهو المنصب الذي يتولاه بري منذ عام 1992، ثم أن يعين رئيسا للوزراء لتشكيل حكومة. وفي وقت لاحق هذا العام سيختار المشرعون رئيسا ليحل محل عون الذي تنتهي فترة ولايته في 31 أكتوبر تشرين الأول.
وأي تأخير في تشكيل الحكومة، وهي عملية قد تستغرق شهورا، من شأنه أن يعرقل الإصلاحات اللازمة لمعالجةالأزمة الاقتصادية وهي شرط أيضا لتقديم مساعدات من صندوق النقد الدولي والدول المانحة.
وحقق مرشح معارض تقدما كبيرا في منطقة بجنوب لبنان يسيطر عليها حزب الله. وقال مسؤولان في حزب الله إن طبيب العيون إلياس جرادي فاز بمقعد للمسيحيين الأرثوذكس كان يشغله في السابق أسعد حردان من الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو حليف مقرب من حزب الله وعضو برلماني منذ عام 1992.
وقال نديم حوري المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي إن نتائج 14 أو 15 مقعدا ستحدد الأغلبية. وقال "ستكون هناك كتلتان متعارضتان وهما حزب الله وحلفاؤه من جهة والقوات اللبنانية وحلفاؤها من جهة أخرى، وستدخل في المنتصف هذه الأصوات الجديدة".
ح.ز/ ع.ج.م (رويترز/ أ.ف.ب)