الانسحاب من تنظيمات اليمين المتطرف طريق محفوف بالمخاطر
١٧ فبراير ٢٠١٤استعانت زابينه بمنظمة "مخرج ألمانيا" (Exit Deutschland) لتسهيل عملية خروجها من براثن التطرف. فزابينه التي ولدت في شمال ألمانيا، كانت عضواً نشطاً في الحزب القومي الألماني المتطرف (NPD)، كما شغلت أيضاً قبل ذلك منصبا قيادياً في حزب يميني متطرف آخر، تم منعه فيما بعد. وقد استمر نشاط زابينه في المشهد اليميني المتطرف لمدة تجاوزت عقدين من الزمن.
ورغم مرور 11 عاماً على مغادرتها لأوساط اليميني المتطرف، إلا أن الخوف لا يزال يسيطر على زابينه. وهو ما يدفعها إلى أن تكون حذرة، خاصة فيما يخص تعاملها مع وسائل الإعلام المهتمة بتسليط الضوء على ما يدور داخل كواليس اليمين المتطرف في ألمانيا.
التعرض للتهديد والابتزاز
وتعتبر منظمات اليمين المتطرف كل من أدار ظهره عنها بأنه "خائن"، ما يجعل العناصر التي اختارت الابتعاد عن المشهد اليميني المتطرف عرضة للابتزاز والتهديد من قبل "الرفاق" السابقين. لذلك ينصح مؤسس منظمة "مخرج ألمانيا" بيرند فاغنر المقدمين على هذه الخطوة بالاحتفاظ بأسرارهم لأنفسهم. ويقول بيرند فاغنر"يجب على الشخص في بادئ الأمر، أن لا يطلع أي أحد عن رغبته في الإبتعاد عن التنظيم الذي ينتمي إليه. وفي الوقت المناسب، عليه أن يربط الاتصال بمنظمة مثل منظمتنا لتساعده في ذلك".
وهذا بالفعل ما أقدمت عليه زابينه، التي وجدت في منظمة "مخرج ألمانيا" ملاذاً ساعدها على الخروج من التطرف. وتأسست المنظمة غير الحكومية عام 2000 على يد رجل القانون بيرند فاغنر. وتمول المنظمة نفسها بالاعتماد على التبرعات والمساعدات الحكومية، ويتكون فريق عمل "مخرج ألمانيا" من خمسة موظفين.
المعاناة الحقيقية بعد الخروج
واعتبرت زابينه أن تزايد حدة التطرف كان من بين الأسباب التي جعلتها تنأى بنفسها عن الحزب القومي اليميني المتطرف (NPD). وأشارت إلى أن "السلاح أصبح يلعب دوراً كبيراً في مشهد اليمين المتطرف بالإضافة إلى التفكير بشكل أكبر في تنفيذ هجمات". وتقول زابينه "كان لدينا بعض المرتزقة وبعض النازيين السابقين الذين كانوا متخصصين في المواد المتفجرة، وقاموا فعلاً بتنفيذ بعض الهجمات. وكانوا يحصلون على الأسلحة والمواد المتفجرة بفضل علاقاتهم".
وبعد انسحاب زابينه من المشهد اليميني المتطرف بصفة نهائية عام 2002، بدأت معاناتها الحقيقية. فقد هددها زوجها الذي ظل وفياً للنهج اليميني المتطرف بتصفيتها جسدياً هي وأطفالها. ما اضطرها إلى مغادرة مدينتها وتغيير جميع وثائقها بمساعدة منظمة "مخرج ألمانيا".
ونفت زابينه أن تكون فقط الفئات الفقيرة أو الفئات ذات التعليم المحدود، هي التي تنجذب إلى الأوساط اليمينية المتطرفة. بل أكدت أنه من بين اليمينيين المتطرفين، هناك أطباء ومحامون وغيرهم من الأكاديميين الذين اختاروا طريق التطرف عن اقتناع كامل. وأشارت زابينه إلى أن خطر اليمين المتطرف في ألمانيا أكبر بكثير مما يتحدث عنه السياسيون الألمان.