البابا في ألمانيا: لاتزعجني الاحتجاجات ضدي طالما انها تحدث بشكل متحضر
٢٢ سبتمبر ٢٠١١وصل بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر إلى برلين اليوم الخميس في زيارة إلى وطنه ألمانيا تستمر أربعة أيام. كان في استقبال راعي الكنيسة الكاثوليكية الرئيس الألماني كريستيان فولف وقرينته و المستشارة أنغيلا ميركل. وأطلقت كتيبة الحرس الألمانية الحادية والعشرون 21 طلقة تحية للبابا الألماني المولد. لم يبد الحبر الأعظم انزعاجا من الاحتجاجات والمعارضة الموجهة ضد زيارته وقال مشيرا إليها:"هذا شيء عادي في المجتمع الحر" وأكد أنه لا يعارض هذه الاحتجاجات طالما أنها تتم بشكل متحضر، وأضاف:"يسعدني المجيء لألمانيا.. لقد ولدت في ألمانيا، لا يمكن قطع هذه الجذور، ولا يجب قطعها".
ويزور الحبر الأعظم البالغ الثمانين من عمره خصوصا برلين وارفورت. وسيعقد عشرين لقاء خلال 80 ساعة قبل عودته إلى روما الأحد. وهذه الرحلة هي الثالثة له إلى ألمانيا بعد نجاح الأيام العالمية للشبيبة في كولونيا في 2005 والرحلة إلى بافاريا مسقط رأسه في 2006. وستكون العاصمة الألمانية، التي لا تعبر كثيرا عن مسيحيتها والرافضة تقليديا للتعاليم المسيحية، أدق مراحل الزيارة الجديدة التي ستبدأ اليوم.
وتأمل مجموعة غير متجانسة من هيئات مثليي الجنس والملحدين وضحايا سوء المعاملة التي تأخذ على البابا مواقفه المحافظة على صعيد التقاليد، وأجوبته التي تعتبر غير كافية حيال التجاوزات الجنسية على الأطفال، في تجمع لـ20 ألف متظاهر عندما يلقي بنديكتوس السادس عشر خطابا أمام نواب البرلمان الألماني (بوندستاغ) بعد ظهر الخميس.وتغضب المداخلة الأولى لحبر أعظم أمام البرلمان الألماني، نوابا من اليسار ومن حزب الخضر ومائة نائب أعلنوا حتى الآن أنهم سيقاطعونها.
الاعتداء على الأطفال
وقد تراجعت شعبية البابا في بلاده التي احتفلت مع ذلك بذكرى اعتلائه كرسي البابوية في 2005، معتبرة تلك المناسبة حدثا وطنيا. ودفعت فضائح التعدي على الأطفال في إطار الكنيسة العام الماضي عددا قياسيا من الكاثوليك الألمان إلى القيام بالخطوات الضرورية حتى يتوقفوا عن دفع الضريبة الدينية. ويحمل هذا المناخ على التخوف من حصول تجاوزات على غرار تلك التي حصلت في مدريد.
ويقول الفاتيكان إنه من المحتمل عقد لقاء بين بنديكتوس السادس عشر وضحايا التجاوزات الجنسية، كما حصل على سبيل المثال في ايرلندا ومالطة. ويفترض أن يعقد بعيدا عن الأنظار.
وتطالب هيئة ايكيغر تيش من هيئات الضحايا الألمان، الممثلة للذين اسيئت معاملتهم في مؤسسات اليسوعيين ولم توجه إليها الدعوة، بأن يتحمل البابا في برلين "صراحة مسؤولية الكنيسة والا يكتفي بمجرد طلب الصفح والغفران".
الواقي الذكري
من ناحيتها طالبت منظمة ألمانية لمساعدة مرضى الايدز بابا الفاتيكان برفع الحظر الكنسي المفروض على استخدام الواقي الذكري. وقال تينو هين عضو مجلس إدارة المنظمة الأربعاء إنه بفرض الحظر الكنسي على استخدام الواقي الذكري أجبر "ملايين المؤمنين على المخاطرة بصحتهم وحياتهم". وأوضح هين أن القرار له تأثير خطير بشكل خاص في مناطق من العالم ينتشر فيها بقوة مرض نقص المناعة المكتسب. ومن المنتظر أن تشارك المنظمة في مظاهرة سيجري تنظيمها بعد ظهر اليوم تحت شعار "لا سلطة عقائدية" خلال إلقاء البابا لخطابه أمام البرلمان الألماني
وسيتوجه بنديكتوس السادس عشر الجمعة إلى ارفورت (شرق) حيث أنهى لوثر دروسه وبدأ فترة التأمل والتفكير التي كانت احد أصول مرحلة الإصلاح. واعتبرت هذه الخطوة إشارة رمزية كبيرة إلى المسكونية في بلد يشكل فيه البروتستانت والكاثوليك مجموعات كبيرة متساوية إلى حد ما، مع حوالي 24 مليون شخص.
(ي ب / ا ف ب. د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي