البابا يتسلم شارته الحبرية ويدعو إلى "احترام الخليقة والبيئة"
١٩ مارس ٢٠١٣تسلم بابا الفاتيكان فرنسيس اليوم (الثلاثاء 19 مارس / آذار 2013) من الكاردينال الفرنسي جان-لوي توران الدرع الذي يلبس فوق البطرشيل. وهو نفس الدرع الذي لبسه سلفه بنديكتوس السادس عشر الذي اتخذ القرار التاريخي بالاستقالة بسبب وهن قواه الجسدية. ثم وضع عميد مجمع الكرادلة الكاردينال الايطالي انجيلو سودانو في يده اليمنى خاتم الصياد. ويشكل الدرع والخاتم رمزي السلطة الحبرية. ثم تقدم منه ستة كرادلة يمثلون مجمع الكرادلة واقسموا على الطاعة. وبعد ذلك بدأ البابا قداسه الأول في فناء كاتدرائية القديس بطرس، بحضور ثلاثين رئيس دولة وحكومة والمئات من رجال الدين وعشرات آلاف المصلين.
ووصف البابا فرنسيس دوره بأنه "متواضع وحقيقي" ودعا إلى التصدي "لعلامات الدمار" و"احترام الخليقة والبيئة". وقال البابا في عظة اتسمت بنبرة فرنسيسكانية شديدة الوضوح، بحضور أكثر من مئة ألف شخص إن "السلطة الحقيقية" للبابا هي "الخدمة، عليه السعي إلى الخدمة المتواضعة والحقيقية". كما وجه البابا نداء إلى المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين "لعدم السماح لعلامات الدمار والموت بان تواكب مسيرة العالم"، في إشارة إلى انه يتعين على الجميع "احترام الخليقة والبيئة".
وتابع البابا فرنسيس إن "مهمة الراعي لا تقتصر فقط علينا نحن المسيحيين لأنها بعد إنساني بكل بساطة وهي تشمل الجميع"، مشددا على أهمية "العناية بالأطفال والمسنين والأكثر ضعفا والذين غالبا ما يعيشون على الهامش". واشاد البابا بـ "سلفه الموقر" بنديكتوس السادس عشر مشيرا إلى "المصادفة الغنية بالمعاني" لمراسم الثلاثاء يوم عيد شفيع البابا الألماني يوزف راتسينغر. وقال البابا "نحن قريبون منه عبر الصلاة وكلها امتنان له".
تواضع فرنسيسكاني
وفي إشارة إلى تخليه عن الرسميات لم يستخدم البابا فرانسيس اليوم السيارة الواقية من الرصاص التي كثيرا ما كان يستخدمها البابا السابق بنديكت السادس عشر وهو يجوب ساحة القديس بطرس. وقام البابا الذي ارتدى لباسا ابيضا بسيطا بتحية المؤمنين عند مروره ب"الباباموبيل" على طول ساحة القديس بطرس. والبابا الذي وقف في السيارة وكان مبتسما على الدوام، حيا الحشود الذين كانوا يصفقون له حاملين أعلام مختلف الدول وقام بمعانقة أطفال، وترجل حتى من السيارة لكي يحيي معوقا.
وبدت العاصمة التي دوت فيها صفارات سيارات الشرطة وتحلق فوقها المروحيات وكأنها تحت حصار شمل ضواحيها. كما تمت تعبئة أكثر من ثلاثة ألاف عنصر من الأمن.
ورفعت منظمات كاثوليكية عدة منها "كومينوني ايه ليبرازيوني" وجميعة سانت ايجيدو لافتات كتب عليها "فرنسيس امض قدما نحن معك أينما تذهب". كما رفعت لافتة عملاقة في ساحة القديس بطرس لنادي "سان لوينزو" لكرة القدم والذي يشجعه البابا في الأرجنتين، وهو البابا الأول الذي يختار لنفسه اسم القديس فرنسيس الاسيزي الذي كرس حياته لخدمة الفقراء.
(ح.ز/ ي.ب/ أ.ف.ب / د.ب.أ)