البار كود يحتفل في ألمانيا بعيد ميلاده الثلاثين
٤ يوليو ٢٠٠٧
شهدت الأسواق التجارية في ألمانيا قفزة نوعية مع إدخال نظام البار كود قبل ثلاثين عاما، إذ أنه حتى ذلك الحين كان يتعين على البائعين داخل الأسواق التجارية أن يثبتوا على كل منتج أو سلعة ملصقات لتحديد سعر البضاعة. وعند الدفع كان يتعين عليهم أن يدخلوا أسعار السلع يدويا إلى جهاز المحاسبة، مما كان يجعل عملية البيع صعبة نسبياً وتستغرق وقتاً طويلاً، كما أنها كانت تتطلب قدرا كبيرا من التركيز والدقة، لا يحتاجه البائعون اليوم.
شفرة بسيطة، لكن تأثيرها كبير!
فليس على البائع اليوم سوى تمرير المنتج أمام جهاز خاص، فيقرأ كل المعلومات التي يمثلها هذا الكود بشكل فوري. والبار كود هو عبارة عن شفرة ملصقة على كل سلعة تجارية، تتكون من خطوط عمودية سوداء اللون ذات سمك مختلف، رُسمت على أرضية بيضاء. وإلى جانب هذه الخطوط وضع ثلاثة عشر رقما، هذه الأرقام هي عبارة عن الكود التجاري الأوروبي، وهو كود تجاري متعارف عليه عالميا.
هذه الشفرة التي يتم إلصاقها على المعلبات أو الأكياس أو القوارير تحتوي على البيانات الأساسية لأي منتج، أهمها اسم السلعة، اسم الدولة المنتجة، الوزن، تاريخ التصنيع وخاصة سعر السلعة التجارية، فتسهل عملية البيع بشكل كبير، إذ يتم قراءة هذه المعلومات من خلال جهاز خاص يعمل بأشعة الليزر. ومثلما يسهل البارد كود عملية البيع في متاجر التجزئة، فقد أصبح أيضاً بمثابة القاعدة الأساسية لتبادل المعلومات الكترونياً بين التجار والشركات المصنعة، فسهل بذلك العديد من المعاملات. وعلى سبيل المثال أصبح من الممكن إرسال طلبيات البضائع للشركات المصنعة عبر البريد الالكتروني.
تاريخ البارد كود
تم اختراع البار كود عام 1948 من قبل أمريكيين وهما جوزيف ودلاند و بيرنارد سيلفر، كانا يدرسان الهندسة الميكانيكية، وكانا قد سمعا من أحد التجار رغبته في أن يكون بالإمكان عند عملية شراء المستهلك لسلع معينة معرفة بيانات هذه السلعة. وكان ودلاند هو أول من ابتكر فكرة الخطوط العمودية المختلفة السمك التي يمكن قراءتها من خلال جهاز إليكتروني قارئ. بيد أن هذه التقنية لم تجد في البداية ترحيبا يُذكر من قبل الشركات التجارية إلى أن تم عام 1974 لأول مرة في متجر في ولاية أوهايو الأمريكية إلصاق هذه الشفرة على كيس من الحلوى.
وفي عام 1976 وبعد عدة مفاوضات اتفق ممثلون عن عدد من القطاعات التجارية من اثني عشرة دولة أوروبية على نظام رقمي موحد، يُعرف اليوم بالرقم التجاري الأوروبي. وفي بداية شهر يوليو/تموز عام 1977 تم لأول مرة في ألمانيا وبالتحديد في مدينة فوبيرتال، في ولاية شمال الراين ويستفاليا بيع أول سلعة وهي عبارة عن كيس من البهارات بنظام البار كود.
وتعمل العديد من الشركات على تطوير نظام البار كود ليصبح بالإمكان في المستقبل تسهيل عملية البيع والشراء عن طريق جهاز قارئ متطور جدا يقرأ عن بعد بيانات كل السلع الموجودة في عربة المستهلك دون أن يتم تمرير كل سلعة على حدة على الجهاز القارئ. وهو ما سيدفع إلى كسب مزيد من التسهيلات والوقت ولكن أيضا إلى الاستغناء عن وظيفة المحاسب.