البرادعي: "مهاجمة إيران ستكون حماقة وستعجل في امتلاكها القنبلة النووية"
١٦ مايو ٢٠٠٩حذر محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشدة من عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وقال البرادعي في حديث لمجلة "دير شبيجل" الألمانية تنشره في عددها الصادر بعد غد الاثنين: "من الجنون تماما أن تتم مهاجمة إيران لأن ذلك سيحول المنطقة إلى كرة كبيرة من اللهب، فمهاجمتها ستكون حماقة". واعتبر البرادعي أن عملا عسكريا ضد إيران من شأنه أن يعجل في امتلاكها القنبلة النووية وبتأييد من العالم الإسلامي كافة. يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي قد أقرّ حتى الآن أربعة قرارات، بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات، تطالب إيران بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم للاشتباه في أنها تسعى إلى امتلاك القنبلة النووية، بينما تؤكد إيران أن مشروعها النووي هو لأغراض مدنية.
وفي الوقت نفسه نصح البرادعي قادة إيران بالرد على استفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإبداء الاستعداد للتوصل إلى حلول وسط في الملف النووي الإيراني وأوضح قائلاً: "أنصح أطراف الحوار في إيران بمد اليد للحوار، كما فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما". كما أعرب البرادعي عن قلقه من ارتفاع احتمالات استخدام السلاح النووي في العالم ووقوع القنبلة النووية في "الأيدي الخاطئة".
ضربة عسكرية إسرائيلية وقائية؟
وتأتي تصريحات البرادعي الذي يترك منصبه كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، متزامنة مع معلومات عن عزم إسرائيل توجيه ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي هذا السياق نقلت الصحافة عن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الجنرال عاموس يادلين، قوله إن إيران "قريبة جداً" من امتلاك قدرات نووية عسكرية. كما أشارت الإذاعة الإسرائيلية العامة إلى محادثات سرية جرت أخيراً بين إسرائيل ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا، وقالت إن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا لواشنطن أن إسرائيل لن تشن أي هجوم مفاجئ على طهران.
وكانت مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) أعربت أملها في الثامن من نيسان/ ابريل في استئناف الحوار مع إيران المتوقف منذ أيلول/ سبتمبر لإقناع طهران بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
معاهدة منع الانتشار النووي
وفي هذه الأثناء تعهدت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تمتلك اسحله نووية - الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا- من جديد بالعمل على نزع السلاح النووي وتعزيز معاهدة منع الانتشار النووي. واعتبرت هذه الدول في بيان صدر عنها مساء أمس الجمعة في مقر الأمم المتحدة أن السعي إلى نزع السلاح النووي يشكل واجباً مشتركاً ومطلباً ضرورياً من كل الدول، التي وقعت معاهدة منع الانتشار النووي.
كما رحبت الدول الكبرى الخمس بقرار الولايات المتحدة وروسيا التفاوض حول اتفاق يشكل بديلاً لاتفاقهما لخفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت) المبرم في 1991، إذ من المقرر أن تبدأ هذه المفاوضات بعد غد الاثنين في موسكو. كما رحبوا باتخاذ إجراءات وآليات جديدة من شأنها تشجيع الدول على دخول معاهدة حظر التجارب النووية والتفاوض حول معاهدة لحظر تخصيب المواد الانشطارية.
هذا ومن المقرر أن تخضع معاهدة منع الانتشار النووي إلى مراجعة دورية خمسية في عام 2010، حيث انتهت المراجعة السابقة في عام 2005 في مناخ اتسم بالفوضى بسبب الاختلاف بين الموقعين على المعاهدة وغياب جدول أعمال واضح للمناقشة.
إلا أن منظمي مؤتمر المراجعة لعام 2010 قالوا إن المناخ العام تغير في ظل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. يُذكر أن الرئيس أوباما قد قدّم رؤيته الخاصة حول الأسلحة النووية في خطاب ألقاه في براغ في الخامس من نيسان/ أبريل الماضي، تتمثل بشكل خاص بخفض المخزونات النووية ووقف تام للتجارب ومكافحة الانتشار النووي.
(هــــ.ع/ د.ب.أ/ أ.ف.ب)
تحرير: عماد م. غانم