البرهان.. من الشراكة مع المدنيين إلى إعادة الحكم للعسكر
١٧ أبريل ٢٠٢٣في مقرّ قيادته، قال عبد الفتاح البرهان السبت (15 أبريل/ نيسان) إنه "فوجئ" بقوات الدعم السريع التي تشكّلت عبر سنوات الحرب الدامية في إقليم دارفور حيث قمعت بشكل دام المتمردين، تهاجم منزله في التاسعة صباحا.
ولعلّه فوجئ بالفعل، فالرجل هو الحاكم الفعلي للسودان بلا منازع منذ قيامه بانقلابه الذي دعمه فيه حليفه السابق وغريمه الحالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، الذي عيّن نائبا له بعد الانقلاب.
وإثر إسقاط نظام عمر البشير تحت ضغط احتجاجات شعبية صاخبة، وافقت قوى الحرية والتغيير التي قادت التظاهرات ضد البشير في حينه على تقاسم السلطة لفترة انتقالية مع الجيش الذي أطاح بالبشير، وعلى رأسه البرهان الذي كان قائد سلاح البرّ في عهد الرئيس السابق.
لكن فجر الخامس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2021، ووسط دهشة الجميع، ظهر البرهان على شاشة التلفزيون ببزته العسكرية، وأعلن بنبرة حازمة اعتقال غالبية الوزراء والمسؤولين المدنيين، مؤكدا أنه يريد "تصحيح الثورة".
يومها كان حميدتي يقف إلى جواره. بيد أنه اليوم ومع احتداد الصراع العسكري بيينهما يقول إن الانقلاب "فشل"، ويصف البرهان بـ "المجرم".
أما المجموعات المنبثقة من المتظاهرين الذين ظلوا يخرجون الى الشوارع احتجاجا على الانقلاب للمطالبة بحكم مدني خالص، رغم القمع الدامي، فتتهم البرهان بأنه حصان طروادة للإسلاميين ولفلول نظام البشير الذين استعاد بعضهم بالفعل مناصبهم. وبقي البرهان (62 عاما) في الظل دوما في عهد البشير.
بعد الانقلاب، استبدل بزته العسكرية بأخرى مدنية، وبات رئيس البلاد بحكم الأمر الواقع. ولعب البرهان، بحسب وسائل إعلام سودانية، دورا رئيسيا بعيدا عن الأضواء في مشاركة السودان في التحالف العسكري الذي قادته السعودية في اليمن عام 2015.
وخلال المفاوضات بين الجيش والمحتجين حول تركيبة الحكم داخل السودان، قام البرهان بزيارات إلى مصر والإمارات والسعودية. والأخيرتان من أبرز الدول التي تقدّم مساعدات الى السودان. أمضى فترة من حياته المهنية كملحق عسكري لدى بكين.
ولد البرهان عام 1960 في قرية قندتو شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية ولاحقا في مصر والأردن. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2020، بعد إسقاط عمر البشير بشهور، التقى البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أوغندا. ويعتبر عرّاب التطبيع بين إسرائيل والسودان الذي حصل برعاية أميركية.
وبحكم دراساته العسكرية في مصر، فالرجل قريب جدا من الجار الشمالي القوي خصوصا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ينتمي هو الآخر الى المؤسسة العسكرية.
وقد اقترحت مصر على القوى السياسية السودانية مبادرة لحل الأزمة تعطي البرهان اليد العليا في البلاد.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب)