البشير يهدد بطرد مراقبين دوليين للانتخابات السودانية
٢٣ مارس ٢٠١٠هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بطرد مراقبين دوليين للانتخابات بعد أن قالوا إنه يتعين تأجيل الانتخابات المقرر أن تجرى في ابريل نيسان القادم. وقال البشير في تصريحات أذاعها التلفزيون السوداني الحكومي إن الخرطوم جلبت المنظمات الدولية من الخارج لمراقبة الانتخابات، لكن إذا طلبت هذه الجهات تأجيلها فسيطردهم السودان. وأضاف البشير إن الخرطوم تريد من المراقبين أن يرصدوا حرية الانتخابات ونزاهتها لكن إذا تدخلوا في شؤون البلاد الداخلية "فستقطع الخرطوم دابرهم وتطأهم بالأقدام وتطردهم".
وكانت بعثة المراقبين الدولية في السودان قد قالت الأسبوع الماضي انه ربما يتعين على السودان تأجيل أول انتخابات تعددية يشهدها منذ 24 عاما بسبب تأخيرات في التجهيز والإعداد مع غياب مئات الآلاف من الأسماء عن قوائم الناخبين قبل أسابيع من الانتخابات. وأصدر المسؤولون في مركز كارتر، و هو منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، تقريرا جاء فيه أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في السودان في ابريل/ نيسان ما زالت "في خطر على عدة جبهات". وحثوا السودان على رفع القيود الصارمة على المسيرات وإنهاء القتال في دارفور قبل الانتخابات.
ومن المقرر أن يبدأ التصويت في السودان يوم 11 ابريل/ نيسان في انتخابات نص عليها اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب الموقع عام 2005 والذي أنهى ما يزيد على عقدين من الحرب الأهلية بين الجانبين. ويستعد السودان لواحدة من أعقد الانتخابات حيث تجرى ست انتخابات تستخدم ثلاثة أنظمة انتخابية مختلفة. وكان من المفترض أصلا أن تجرى الانتخابات قبل يوليو/ تموز 2009 لكنها تأجلت أكثر من مرة.
انتقادات قبل الانتخابات
وكانت عدة أحزاب سودانية معارضة دعت إلى تأجيل الانتخابات قائلة إن السودان يحتاج إلى وقت يقر فيه الإصلاحات الديمقراطية. وقال مبارك الفاضل مرشح المعارضة للرئاسة لرويترز إن التهديد الذي أطلقه البشير يوضح انه يشعر بالقلق.
وكان مركز كارتر الذي أرسل بعثة مراقبين للسودان منذ فترة، قد قال إن القضايا اللوجيستية "تمثل ضغوطا" بالنسبة للمفوضية الوطنية للانتخابات. وقال المركز " قد يكون مطلوبا تأجيل الانتخابات لأغراض تنفيذية، خاصة أنها أجلت أكثر من مرة وأجريت تعديلات على الإجراءات الانتخابية".
من جانبها رفضت المفوضية القومية للانتخابات في السودان اقتراح المراقبين الدوليين بتأجيل الانتخابات، وقال نائب رئيس المفوضية عبدالله احمد عبدالله "إن مؤسسة كارتر اعتمدت في تقريرها على معلومات من خارج المفوضية القومية للانتخابات"، مضيفا أن المفوضية شكلت لجنة من بعض أعضائها لإخضاع تقرير مؤسسة كارتر لمزيد من الدراسة.
من ناحية آخري قال نشطاء سودانيون شبان أمس الاثنين إن قوات الأمن تعتقلهم وتهدد بمنعهم من حث الجمهور على إعطاء أصواتهم لحكومة جديدة في الانتخابات القادمة. وتقول منظمة "هيومان رايتش ووتش"، وهي منظمة حقوقية مقرها نيويورك، إن مشكلات دارفور وقمع المعارضين السياسيين تشكل حجر عثرة أمام إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقالت المنظمة أيضا إنه لا "ينبغي أن يشارك البشير في الانتخابات من الأساس نظرا لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور".
(ي ب / ا ف ب / د ب ا / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي