البلاستيك مادة الأمس والخشب السائل بلاستيك الغد
١٧ يناير ٢٠٠٩يرى علماء ألمان أن البلاستيك كان واحدا من الاختراعات العظيمة في القرن العشرين، أما الخشب السائل فقد يكون بلاستيك القرن الحادي والعشرين. والمواد البلاستيكية غير قابلة للتحلل الحيوي أيضا وفي كثير من الحالات تحتوي على مسرطنات ومواد سامة أخرى.
وبعيدا عن ذلك كله فإن معظم المواد البلاستيكية تقوم على البترول وهو مصدر غير متجدد. والنقط الخام هو أساس المادة الكيميائية اللازمة للمواد البلاستيكية، حسبما يشير نوربرت آيزنرايخ، كبير باحثين ونائب المدير في معهد فراونهوفر للتكنولوجيا الكيميائية في بفاينتستال في ألمانيا.
ابتكار الخشب السائل
ويشير آيزنرايخ إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط الخام ترتفع أسعار المواد البلاستيكية ويزيد الاهتمام بإيجاد بدائل. وقد ابتكر فريق العلماء الألمان الذي يرأسه مادة أسموها "أربوفورم" وهي بالأساس خشب سائل. يقول آيزنرايخ إنها مشتقة من مادة الليجنين المشتقة من لباب الخشب ويمكن خلطها بالقنب الهندي أو الكتان أو ألياف الخشب وإضافات أخرى مثل الشمع لتخليق بديل قوي وغير سام للمواد البلاستيكية المشتقة من النفط.
لكن ما هو بالضبط الخشب السائل؟ توضح رئيسة فريق الـآي سي تي/ إيميليا ريجينا إنونه كوفمان بالقول "صناعة السيليلوز تفصل الخشب عن ثلاثة مكونات أساسية هي الليجنين والسيليلوز والهيميسيليلوز". و"الليجنين ليس مطلوبا في تصنيع الورق. وزملاؤنا يخلطون الليجنين بالألياف الطبيعية الدقيقة المصنوعة من الخشب والقنب أو الكتان وإضافات طبيعية مثل الشمع. ومن هذا ينتجون خلطة جافة يمكن صهرها وتشكيلها بالحقن في قوالب.
خصائص كيميائية متميزة
وتوجد بالفعل أجزاء سيارات وأشياء أخرى معمرة مصنوعة من هذا البلاستيك الحيوي لكنه لا يناسب لعب الأطفال ولا الأجهزة المنزلية بشكله هذا. ولفصل الليجنين عن الألياف الخلوية يقوم العاملون في صناعة السيليلوز بإضافة مواد كبريتية. ولعب الأطفال والأجهزة المنزلية يجب ألا تحتوي على كبريت لا لسبب إلا لأنه يطلق رائحة كريهة للغاية.
وتمكن الباحثون الألمان من تقليل المحتوى الكبريتي في "الأربوفورم" بنسبة 90 في المائة. لكن هل يمكن إعادة تدوير المادة؟ تقول إنونه كوفمان "لمعرفة ذلك أنتجنا مكونات وكسرناها قطعا صغيرة وأعدنا معالجة القطع المكسرة. فعلنا ذلك عشر مرات. ولم نجد أي تغير في الخواص المادية للبلاستيك الحيوي المنخفض الكبريت وهو ما يعني أن من الممكن إعادة تدويره".