البوندستاغ يصادق على إستراتيجية أفغانستان الجديدة رغم المعارضة الصاخبة لحزب اليسار
٢٦ فبراير ٢٠١٠صوتت غالبية نواب البرلمان الاتحادي "البوندستاغ" على تمديد مهمة القوات الألمانية في أفغانستان التي سترفع من 4500 إلى 5350 بينهم 350 جنديا في الاحتياط. ويذكر أن الحكومة الاتحادية بدأت منذ أربعة أشهر إستراتيجية جديدة إزاء أفغانستان تعطي الأولوية إلى إعادة الإعمار بإنشاء بنية تحتية قوية من طرق ومدارس ومستشفيات، وكذلك العمل تدريجيا على تسليم المسؤوليات الأمنية إلى الحكومة الأفغانية.
ويذكر أن غالبية نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيس كتلته وزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير قد صوتوا لصالح الإستراتجية الجديدة، ما ضمن لها أغلبية مريحة رغم المعارضة الصاخبة لنواب حزب اليسار.
إقصاء نواب حزب اليسار من قاعة البرلمان
وحصلت في قاعة البرلمان الاتحادي جلبة وضجَّة خلال مناقشة الموضوع. وقبل التصويت على القرار المقترح، وقف نواب كتلة حزب اليسار التي تضم 76 نائبا رافعين يافطات تحتج على الحرب في أفغانستان وتندد بالغارة على قندز التي ذهب ضحيتها في الصيف الماضي 142 شخصا بينهم العديد من المدنيين.
وعندما رفض النواب طلب رئيس البرلمان نوربرت لامرت المتكرر لهم بالتوقف عن الإخلال بسير الجلسة استخدم صلاحياته التي تسمح له بإبعاد من يشاغب من قاعة البرلمان. ولكن عند التصويت على قرار الحكومة عاد وسمح لهم بالدخول لممارسة حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم. وفيما أيد نواب أحزاب الحكومة الائتلافية عملية الإبعاد المثيرة احتج بعض نواب الحزب الاشتراكي وحزب الخضر على التدبير المذكور.
وأوضح رئيس البرلمان لامرت موقفه قائلا إنه لم يقصد إقصاء الكتلة النيابية لحزب اليسار، وإنما النواب الذي رفعوا يافطات. ودافعت نائبة رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار غيزينه لوتش عن طريقة احتجاج نواب كتلتها قائلة إن القصد كان الوقوف دقيقة صمت لتذكُّر ضحايا الغارة. وأضافت أن حزبها يطالب منذ مدة بعقد جلسة برلمانية خاصة لهذا الغرض، لكن البرلمان لم يوافق على ذلك حتى الآن.
"دون جنود لا إمكانية لإعادة الإعمار"
وأوضح وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله أنه دون جنود لا إمكانية لإعادة الإعمار في أفغانستان، "وكل ما عدا ذلك يُعد بساطة في التفكير". وإذ لفت إلى أن حكومته قررت لهذا السبب مضاعفة موازنة إعادة البناء من 220 إلى 430 مليون يورو خلال السنتين القادمتين، ذكر أن الحكومة سترفع في موازاة ذلك عدد المدرِّبين الألمان لأفراد الشرطة والجيش الأفغانيين من 280 إلى 1400 مدرِّب.
وقال فيسترفيلله إن مؤتمرا جديدا حول أفغانستان سيعقد مطلع الصيف المقبل، إنما في كابول هذه المرة حيث ستُرسل منها إشارة هامة تفيد بأن الأمور أصبحت تُقرر فيها. وابتداء من مطلع العام المقبل ستبدأ القوات الألمانية عملية تسليم الأمن إلى القوات الأفغانية مع عودة طلائع من الجنود إلى البلاد. وأضاف أن حكومته تدعم خطة الرئيس حميد كرزاي لتسلُّم كافة المسؤوليات من القوات الدولية في عام 2014، لكنها لن تحدد مسبقا موعدا نهائيا للانسحاب من أفغانستان حتى لا يستفيد من ذلك مقاتلو حركة طالبان.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند