التبادل التجاري وأزمة اليورو محور مباحثات ميركل في الصين
٣٠ أغسطس ٢٠١٢بدأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الخميس (30 أغسطس/آب) في بكين محادثات مع المسؤولين الصينيين، في وقت تسعى فيه ألمانيا، أقوي اقتصاد أوروبي، والصين ثاني الاقتصادات العالمية إلى الحصول على ضمانات إزاء أزمة الديون في منطقة اليورو. ويرافق المستشارة أحد أكبر الوفود الأجنبية التي تزور الصين، حيث يضم أكثر من مائة عضو، بينهم سبعة وزراء يعتزمون عقد ما يصفه محللون بـ "اجتماع حكومي مشترك" مع نظرائهم الصينيين.
وعقد أكثر من 20 وزيرا ومسؤولا بارزا ألمانيا وصينيا محادثات اليوم برئاسة المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو. وجاء في بيان مشترك للحكومتين عقب المحادثات أن ألمانيا تثمن "الموقف البناء" للصين تجاه أزمة الديون بالاتحاد الأوروبي ودعمها للتكامل الأوروبي. ووقع الجانبان اليوم الخميس 13اتفاقا رسميا تشمل التعاون في مجالات التجارة والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتغير المناخي والضمان الاجتماعي وقطاعات أخرى. كما ذكرت مصادر أن من المتوقع أيضا أن يتم التوقيع على عدة اتفاقيات تجارية خلال الزيارة.
وقال مسؤولون ألمان، قبيل زيارة ميركل لبكين، إن بلادهم والصين أقامتا بالفعل "علاقة خاصة" تتجاوز علاقاتهما الاقتصادية القوية. من جانبه أشد وزير الخارجية الصيني سونج تاو، في مقال له في الصحيفة الرسمية "تشاينا ديلي"، "بمظاهر التكامل القوي" بين اقتصاد البلدين، وقال إن بلاده تملك عمالة وفيرة وقطاعات صاعدة سريعة النمو، في حين تقود ألمانيا العالم في مجال الابتكار والعلوم والتكنولوجيا، مؤكدا في هذا السياق على أن "هناك شراكة طبيعية في تقسيم العمالة.. بين الصناعات الصاعدة كثيفة العمالة في الصين وقطاعات تستخدم التكنولوجيا بقوة في ألمانيا".
جدير بالذكر أن حجم التبادل الثنائي بين البلدين بلغ 169 مليار دولار عام 2011. وفيما تستحوذ ألمانيا على حوالي نصف الصادرات الأوروبية إلى الصين، يتجه ربع الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي، إلى ألمانيا.
وإلى جانب التجارة ستتركز المحادثات حول أزمة ديون منطقة اليورو. في هذا السياق أعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الخميس عند استقباله المستشارة الألمانية أن بلاده قلقة من تفاقم الأزمة في منطقة اليورو، لكنها "ستواصل الاستثمار في الاتحاد الأوروبي". وقد صرح في وقت سابق أن "الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون السيادية الأوروبية لهما عواقب خطيرة بشكل متزايد على العالم"، مؤكدا أن "الصين وألمانيا بصفتهما اقتصادين كبيرين وشريكين اقتصاديين يجب أن تعززا الثقة الدولية والنهوض بالتحديات معا".
وعلى هامش زيارة ميركل للصين تم التوقيع بين شركة (آي.سي.بي.سي ليسينج) الصينية وايرباص التابعة لمجموعة (إي.ايه.دي.سي) على اتفاق لشراء 50 طائرة إيرباص ايه بقيمة 320 بقيمته 3.5 مليار دولار، كما وقعتا على اتفاق آخر بشان تجميع طائرات ايرباص في الصين.
ع.ج.م/ ط.أ ( د ب أ، رويترز، أ ف ب)