1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.. غوتيريش يحذر من "غزة أخرى"

٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤

بعد الهجمات المتبادلة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله حذر الأمين العام للأمم المتحدة من مخاطر تحويل لبنان إلى "غزة أخرى"، فيما أعربت واشنطن وبروكسل عن قلقهما من تصعيد يدفع ثمنه المدنيون.

https://p.dw.com/p/4kx20
مسعفون إسرائيليون يتفقدون المنازل المدمرة بصواريخ أُطلقت من لبنان - صورة بتاريخ 22 سبتمبر 2024
مسعفون إسرائيليون يتفقدون المنازل المدمرة بصواريخ أُطلقت من لبنانصورة من: Gil Nechushtan/AP Photo/picture alliance

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد (22 سبتمبر/ أيلول 2024) من مخاطر تحويل لبنان إلى "غزة أخرى" في خضم تصعيد للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

وقال غوتيريش في تصريح لشبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية قبل يومين من موعد انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "ما يثير قلقي هو خطر  تحويل لبنان إلى غزة أخرى"، في إشارة إلى القطاع الفلسطيني حيث تدور منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حرب مدمّرة بين  إسرائيل  وحركة حماس.

يأتي ذلك متزامناً مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية  بنيامين نتنياهو  أن إسرائيل وجّهت "سلسلة من الضربات لحزب الله"، مجددا تأكيد عزمه على إعادة النازحين من شمال إسرائيل الذي تعرّض لوابل من الصواريخ الأحد، في ظل تصعيد ملحوظ في تبادل القصف بين الطرفين، يثير خشية من  تحويل النزاع الى حرب واسعة.

بروكسل: "المدنيون يدفعون ثمنا باهظا"

بدوره أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن التكتل "قلق للغاية" إزاء التصعيد في لبنان بعد الهجمات الأخيرة الدامية، ودعا الى وقف إطلاق نار "عاجل". وقال في بيان إن "الاتحاد الأوروبي قلق للغاية إزاء التصعيد في لبنان بعد هجمات الجمعة في  بيروت"، داعيا إلى "وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق، وكذلك في غزة".

والخط الأزرق، وهو خط رسمته الأمم المتحدة عام 2000 عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من  جنوب لبنان  ويقوم مقام الحدود بين البلدين. واعتبر المسؤول الأوروبي أن "المدنيين يدفعون ثمنا باهظا"، في حين يدور الأحد "قتال محتدم" سواء في إسرائيل أو لبنان.

وأشار بوريل إلى أن هؤلاء المدنيين "سيكونون مجددا أكثر من يعاني في حرب شاملة يجب تجنّبها، لا سيما عبر بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية المكثّفة". ويتواجد بوريل وغيره من المسؤولين هذا الأسبوع في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

واشنطن: "التصعيد ليس في مصلحة إسرائيل"

من جانب آخر حذّر الناطق باسم مجلس الأمن القومي  بالبيت الأبيض  جون كيربي الأحد من أن "التصعيد" العسكري ليس في "مصلحة إسرائيل". وقال كيربي لشبكة "إيه بي سي"، "لا نعتقد أن تصعيد هذا النزاع العسكري يصب في مصلحتهم. هذا ما نقوله مباشرة لنظرائنا الإسرائيليين".

واعتبر المتحدث أنه لا تزال هناك "مساحة لحل دبلوماسي" للنزاع مضيفا "هذا ما نعمل عليه" دون تقديم مزيد من التفاصيل، مضيفاً أن هذا التصعيد "ليس بالتأكيد في مصلحة جميع هؤلاء الأشخاص الذين يقول رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو إنه يريد إعادتهم إلى ديارهم".

وحضّت وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأميركيين في البلاد على المغادرة، بينما الرحلات الجوية التجارية لا تزال متاحة.

كما حذّرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت من أن المنطقة تقترب من "كارثة وشيكة"، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف. كذلك دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بين إسرائيل وحزب الله.

سلسلة من الضربات

وقال نتنياهو في بيان: "وجهنا في الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لحزب الله لم يكن يتوقعها أبدا. اذا لم يكن حزب الله قد فهم الرسالة، فأنا أؤكد لكم أنه سيفهم الرسالة" بعد هذه الضربات. وشدد رئيس الوزراء على أنه "لا يمكن لأي دولة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضا".

وأتى ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش أنّ "مئات الآلاف" من الإسرائيليين احتموا في الملاجئ وأُغلقت المدارس في شمال البلاد، بعد إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ، ما تسبب بأضرار وحرائق.

وقال الجيش في بيان "خلال الليل وساعات الصباح، أُطلق نحو 150 صاروخا وصاروخ كروز وطائرة مسيّرة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية معظمها موجه نحو شمال إسرائيل". وأضاف أنها أسفرت عن "عدد قليل من الضربات"، من دون أن تؤدي الى وقوع "أضرار كبيرة".

وأفاد المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني وكالة فرانس برس بأن "مئات الآلاف من الناس اضطرّوا إلى اللجوء إلى الملاجئ في جميع أنحاء شمال إسرائيل". وأمرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل بإغلاق كل المدارس في شمال البلاد، وبعضها يبعد 80 كيلومترا من الحدود، حتى مساء الإثنين.

وردّ الجيش بشنّ غارات جديدة على أهداف لحزب الله. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في ثلاث بلدات مختلفة جراء هذه الضربات.

وبعد نحو عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، واضعة لنفسها هدفا جديدا يتمثّل بإعادة السكان الى هذه المناطق الحدودية.

رد "أولي"

وكان  حزب الله   قد أكد أنّه "قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا". وأضاف أنّ ذلك يأتي في إطار "رد أولي" على تفجير أجهزة الاتصال التابعة لعناصره يومي الثلاثاء والأربعاء.

كذلك، أعلن أنه  استهدف مرتين قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكريين  "بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2". وللمرة الأولى يعلن حزب الله استخدام هذا الطراز من الصواريخ والتي يناهز مداها نحو 100 كيلومتر.

وتصاعدت حدة التوتر هذا الأسبوع بين الحزب وإسرائيل. وطالت  سلسلة تفجيرات أجهزة اتصال  يستخدمها عناصره الثلاثاء والأربعاء في عملية تم نسبها لإسرائيل. وأعلنت الأخيرة شنّ ضربة جوية في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة استهدفت اجتماعا لقيادة قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله.

وقتل 39 شخصا وأصيب قرابة ثلاثة آلاف أخرين بجروح، وفق وزارة الصحة اللبنانية جراء تفجير أجهزة الاتصال، فيما قُتل حوالى 45 شخصا في الغارة على الضاحية، بحسب المصدر نفسه. ومن هؤلاء 16 عنصرا من الحزب على الأقل بينهم مسؤولان عسكريان بارزان هما القائدان الحالي والسابق لقوة الرضوان، إبراهيم عقيل وأحمد وهبي.

وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.

ع.غ/ أ.ح/ ز.أ.ب (آ ف ب، د ب أ)

حالة من الخوف في لبنان في أعقاب انفجار آلاف أجهزة الاتصالات