التونسي محجوب أميراً لكرنفال الأطفال
كرنفال الأطفال في أوجه خلال شهر فبراير/ شباط. وكالعادة اختارت العديد من المدن الألمانية أمير كرنفالها. ويعد الكرنفال تقليداً ألمانيا بحتاً في المدن التي تقع على نهر الراين. ولكن المفاجئ اختيار التونسي محجوب جميلي (9 أعوام) أميرا لكرنفال مدينة فيسلنغ القريبة من كولونيا.
لا أهمية للون البشرة
يدور الحديث في هذه الأيام عن عدد كبير من أبناء العائلات المهاجرة الذين يتحدثون الألمانية بصورة سيئة. غير أن محجوب لا يستطيع تكلم الألمانية بطلاقة فقط، فهو يجيد أيضا لهجة كولونيا. وقد لا يفهم بعض الألمان المنحدرين من مناطق أخرى كلمة واحدة مما يقوله محجوب، عندما يبدأ الحديث بلهجته الكولونية.
ألقى أمير الأطفال محجوب الأول يوم السبت الماضي كلمته بلهجته الكولونية أمام الكاردينال مايسنر الذي دعا فريق كرنفال مدينة فيسلنغ قائلاً: "مرحباً! ماذا ترون؟ نعم، إنكم ترون طفلاً أفريقياً بزي الأمير. انه ليس بالسراب. انتم على حق: فالأمر لم يكن كذلك في السابق مطلقاً. لا داع للخوف، فقد ولدت عند الراين. نحن الأطفال، لا يهمنا لون البشرة أو القومية."
وإضافة الى إجادته الألمانية والإنكليزية فان محجوب يتكلم العربية قليلاً. وقيامه بدور أمير المهرجان أمر طبيعي بالنسبة له، فقد ولد في مدينة كولونيا وترعرع في مدينة فيسلنغ. وهنا يذهب الى المدرسة و يلتقي بأصدقائه حيث تعيش عائلته منذ عام 1970، عندما أتى أجداده للعمل في ألمانيا.
شيء يبعث على التفاؤل
يعد الكرنفال تقليدا ألمانيا بحتاً. وقد يثير الاستغراب ان يتولى تونسي منصب إمارة الكرنفال. ولكن الامر قد يبعث على التفاؤل فيما يتعلق باندماج الأجانب بالمجتمع الألماني. تقول لميعة جميلي، والده محجوب، لقد شعرنا بالخشية عندما أعلن ان محجوب سيكون أمير الأطفال في الكرنفال. وتقول لميعة انه عندما أعلن اسم محجوب واعتلى المسرح، بدا الامر غريبا للجمهور الذين اخذوا يتطلعوا الى الطفل بسحنته الأفريقية وشعره الأسود. وتضيف لميعة: "ولكنه ما ان نطق كلمته الأولى باللهجة الكولونية وأتم خطابه، حتى التفت الى بعض الأشخاص وقالوا لي هل هذا ابنك؟ انه لأمر رائع!"
محجوب الذي قد لا يفهم كل ما يقال عن الاندماج، يشعر بسعادة كبيرة وهو يقوم بقوم بدور أمير الكرنفال. وحتى نهاية هذا العام سيكون لمحجوب عدد كبير من المواعيد. وفي نهاية شباط/فبراير سيتقدم محجوب حشود المحتفلين بالكرنفال ويقوم برمي قطع الحلوى والأزهار على الجمهور كما هو معتاد.
دويتشه فيله