الثوار الليبيون ينفون اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان
١٣ يوليو ٢٠١١نفى محمود جبريل، الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين الأربعاء الاتهامات التي وجهتها منظمة هيومن رايتس ووتش للثوار بارتكاب تجاوزات في غرب البلاد، لكن جبريل أقر بحصول "بضعة حوادث" في الأسبوعين الأولين للثورة التي انطلقت منتصف شباط/فبراير ضد نظام العقيد معمر القذافي. إلا انه قال للصحافيين عقب اجتماع مع وزراء خارجية بلدان مجموعة بينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) ردا على الاتهامات التي وجهتها المنظمة غير الحكومية في اليوم نفسه "الأمر ليس كذلك في المناطق المحررة".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد حملت الثوار الليبيين مسؤولية اندلاع حرائق وأعمال نهب وإساءة معاملة مدنيين أثناء تقدمهم من جبل نفوسة باتجاه طرابلس. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان لها اليوم الأربعاء إنها "شهدت بعض هذه الأعمال، وقابلت شهودا بشأن أخرى وتحدثت مع احد قادة الثوار عن هذه التجاوزات". وأضافت أن التجاوزات حصلت في حزيران/يونيو وتموز/يوليو وبعضها حصل الأسبوع الماضي، مع تقدم الثوار من جبل نفوسة جنوب طرابلس. وقالت إن "الثوار وأنصارهم قاموا في أربع مدن سيطروا عليها في جبل نفوسة خلال الشهر لماضي، بإلحاق أضرار بممتلكات واحرقوا منازل ونهبوا مستشفيات ومنازل ومتاجر، وضربوا أفرادا لاشتباههم بأنهم يدعمون القوات الحكومية". وأضافت المنظمة أنه "من واجب قادة المتمردين حماية المدنيين وممتلكاتهم وخصوصا المستشفيات، ومعاقبة كل من يقوم بالنهب أو بارتكاب تجاوزات أخرى". وفي بنغازي (شرق البلاد)، لم يرد المجلس الوطني الانتقالي على أسئلة عن حقيقة هذه الانتهاكات. ومن شان هذه الاتهامات أن تشوه صورة الثوار الليبيين الذين حرصوا على تقديم أنفسهم على أنهم مدافعون عن حقوق الإنسان في ليبيا التي حكمها القذافي بيد من حديد خلال 42 عاما. كما يمكن أن تثير تساؤلات لدى دول الحلف التي قدمت الدعم العسكري للمتمردين في إطار تفويض الأمم المتحدة لحماية المدنيين.
رسائل متناقضة حول بوادر الحل السياسي
على صعيد أفاق الحل السياسي للأزمة في ليبيا أكد العقيد جمعة إبراهيم قائد مركز العمليات العسكرية لغرب ليبيا لوكالة فرانس برس الأربعاء أن متمردي جبل نفوسة يرون أنه "من المستحيل حتى الآن التوصل إلى حل سياسي" مع نظام معمر القذافي. وقال "حتى الآن، من المستحيل إيجاد حل سياسي. القذافي يريد البقاء في مكانه والمتمردون لا يريدون ذلك". وأضاف العقيد إبراهيم أن القذافي يسعى إلى كسب الوقت لأنه يواجه هجوم متمردي الغرب الذي بدأ الأسبوع الماضي في محاولة لتطويق طرابلس. وقال "في اللحظة الأخيرة يبحث القذافي عن حل سلمي لأنه ضعف. كل الجنود والمعدات (الجيش النظامي) ينتقلون إلى معسكرنا الواحد تلو الآخر. نتقدم ببطء لكننا لن نتوقف ولن نتراجع".
يأتي تصريح القائد العسكري الليبي غداة إعلان فرنسا عن اتصالات جرت مع ممثلين للسلطة الليبية. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمام لجنة برلمانية قبل التصويت على تمديد العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا في ليبيا "أصبح الآن الحل السياسي لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى وبدأ يتبلور".
وفي وقت سابق قال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي إن مبعوثي حكومة القذافي على اتصال بالعديد من أعضاء حلف الأطلسي وإن كان قال إنه لا توجد مفاوضات كاملة حتى الآن. وقال جوبيه "المبعوثون يقولون لنا إن القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بشأن هذا" مضيفا أن المبعوثين قالوا إنهم جاءوا باسم القذافي. وقال جوبيه "هناك اتصالات لكنها ليست مفاوضات حقيقية في هذه المرحلة".
لكن واشنطن عبرت عن شكوكها بشأن مثل هذه الاتصالات قائلة إن الرسائل التي تم تلقيها متناقضة وغير واضحة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة تدرك أن "الكثير من الأشخاص" الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسم القذافي على اتصال مع دول غربية عديدة. لكنها قالت إن "الرسائل متناقضة" ولا يوجد اتصال واضح يشير إلى أن "القذافي مستعد لإدراك أن الوقت حان لرحيله".
(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ د ب أ)
مراجعة: يوسف بوفيجلين