الجالية التركية- فستان الزفاف "صنع في المانيا"
٢٢ يناير ٢٠١١شابة تركية تشتري لنفسها فستان سهرة، اسمها ديلان وعمرها ثمانية عشر عاما، جاءت مع زوجة أخيها إلى محل تركي في حي ماركسلوه بمدينة دويسبورغ لاقتناء ملابس تجعلها تظهر بشكل لائق في عرس ابنة عمتها، الذي سيقام بعد ثلاثة أسابيع. وبرغم تسوقها لساعات عديدة لم تعثر بسهولة على فستان السهرة المناسب لذوقها.
لكنها لم تيأس، فظلت تبحث حتى جدت فستانها الذي كانت تحلم به لحضور عرس ابنة عمتها. إنه فستان وردي مرصع بقليل من اللؤلؤ، وتقول: "لدينا الكثير من الأهل والأقرباء من أبناء وبنات أعمامنا، وفي كل سنة يتزوج واحد منهم، لدينا الكثير من الفساتين ، ولكن علينا شراء فساتين جديدة في كل مرة".
تنفق ديلان مبلغا يصل إلى 500 يورو من أجل فستان السهرة فقط، ناهيك عن الأحذية والسترة وأدوات التجميل والزينة، التي تدفع ثمنها بشكل منفصل.
أسواق تركية في قلب ألمانيا
ديلان وزوجة أخيها يأتيان باستمرار إلى هذه المحلات التركية في مدينة دويسبورغ الألمانية في وقت الأعراس لاقتناء تشكيلات من فساتين السهرة وغيرها، وفي جوار محلات الملابس توجد محلات تصفيف الشعر ومحلات الزهور والمجوهرات. هذه المحلات لا تجتذب العرسان فحسب بل يأتي الخطاب مع خطيباتهم وأهلهم لشراء ما يحتاجونه للاحتفال بالخطوبة.
التركي أيكوت يلدريم يرأس مشروعا تجاريا وتعليميا يهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي في حي ماركسلوه الذي يرتاده الأتراك في ألمانيا، ويشدد على أن زيادة زبائن المتاجر أمر جيد لهذه المنطقة ولألمانيا ككل، ويقول إنه قبل ثلاث أو أربع سنوات: توقف الناس عن السفر الى اسطنبول لشراء ملابس الزفاف، ويستطرد: "إنهم يتسوقون الآن هنا في ألمانيا، ينفقون نقودهم فيها، ويدفعون ضرائبهم أيضا فيها. وعندما يأتي العرسان إلى هنا للتسوق فإنهم يـُـحضِرون معهم عائلاتهم، وبالتالي تنتعش الحركة الاقتصادية".
ويقول يلدريم إن ثلاثة أرباع الزبائن يجيئون من مدن ألمانية من خارج مدينة دويسبورغ، وهو يطمح في رؤية المزيد من الزبائن ليس فقط من الأتراك والعرب، بل من الألمان أيضا، ولذلك فإنه ينظم دورات تعليمية لأصحاب المتاجر يتعرفون فيها على طريقة التعامل مع الزبائن. التاجرة التركية ليلى تحضر مثل هذه الدورات "الألمان يشترون ملابسهم بسرعة. أما الأتراك فيقضون وقتا أطول في التفرج والشراء، لأكثر من ساعتين".
تامسين ووكر / علي المخلافي
مراجعة: عارف جابو