الجيش الألماني: بين التحديات الدولية ونقص التمويل
١٦ سبتمبر ٢٠٠٨يشارك الجيش الألماني في إحدى عشرة مهمة في إطار القوات الدولية لحفظ السلام في عدد من الدول في العالم من أفغانستان مرورا بكوسوفو وصولا إلى السودان. كما أنه من المنتظر أن تؤول مهمة ملاحقة القراصنة في منطقة القرن الإفريقي إلى عهدة الإتحاد الأوروبي، ومن غير المستبعد مشاركة الجيش الألماني فيها. جاء ذلك عقب اجتماع وزراء خارجية دول الإتحاد الأوروبي يوم أمس الاثنين (15 سبتمبر/ أيلول)، وذلك لوضع حد للهجمات التي تتعرض إليها سفن أوروبية من قبل قراصنة قبالة السواحل الصومالية.
مزيد من الدعم المالي والمعنوي
وفي حال أقر البرلمان الألماني مشاركة الجيش الألماني في هذه المهمة فسيرتفع عدد مهماته الدولية ضمن قوات الأمم المتحدة وقوات حلف شمالي الأطلسي والإتحاد الأوروبي إلى اثنتي عشرة مهمة. في هذا الإطار أعرب راينهولد روبه مفوض شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) والمتحدث باسم الجنود الألمان عن أمله في مزيد من الدعم المالي للمهمات العسكرية، كما يأمل المسؤول الألماني في حصول الجنود المشاركين في هذه المهمات المحفوفة بالمخاطر على مزيد من الدعم المعنوي. وأشار روبه إلى أن الجنود الألمان يمثلون المصالح الألمانية ويدافعون عنها ويعرضون أنفسهم للخطر، مؤكدا في نفس الوقت أن التأييد الواسع يقوي من وضعيتهم القانونية ومن معنوياتهم.
حفظ السلام في مناطق عديدة من العالم
تختلف المهمات الألمانية ضمن القوات الدولية فيما بينها من حيث حجم الجنود المشاركين ونوعية المهمة ومدتها. ففي البوسنة والهرسك يشارك الجيش الألماني بثمانمائة وخمسين جنديا ضمن قوات الإتحاد الأوروبي أوفور (EUFOR) وفي أفغانستان يشارك الجيش الألماني بألفين وسبعمائة جنديا ضمن قوات التحالف الدولي إيساف بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي القرن الإفريقي يشارك مائتين وخمسون جنديا في عملية السلام الدائم بقيادة الولايات المتحدة.
وتُعد مهمة اليونيفيل التي تشارك فيها القوات الألمانية قبالة السواحل اللبنانية لحظر تهريب السلاح، من ضمن المهمات التي مازالت تنتظر مصادقة البرلمان الألماني لتمديدها، ذلك أن البرلمان كان صادق عام 2006 على إرسال مائتين وثلاثين جنديا بُعيد الحرب التي نشبت بين حزب الله وإسرائيل وفي وقت لاحق على تمديد هذه المهمة إلى سبتمبر/أيلول عام 2008.
علاوة على ذلك يشارك تسعة وثلاثون جنديا غير مسلح وخمسة رجال شرطة ألمان في بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) التي تقتصر مهمتها على الإشراف على اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والجنوب السودانيين. في حين يشارك جندي ألماني وحيد في البعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في إقليم دارفور غربي السودان.
صعوبات مالية رغم التأييد السياسي
بيد أن الجيش الألماني يشكو من عدة صعوبات مالية ومن نقص في عدد الجنود المتخصصين في مجالات علمية وطبية، إذ يقول رائد في البحرية الألمانية رولاند فوغله فاندلر والمتحدث باسم الجيش الألماني في مقر تنظيم العمليات العسكرية في مدينة بوتسدام الألمانية، إنه على الرغم من أن حوالي أربعة وثلاثين ألف جنديا يشاركون في بطريقة مباشرة في المهمات الدولية أو في الإعداد فيها، إلا أن المسؤولين يواجهون في أحيان كثيرة هناك نقص في عدد من الاختصاصات في الجيش الألماني على غرار الأطباء والطيارين وأخصائيين في علوم الكمبيوتر وبالتالي فإن هؤلاء الجنود المتخصصين يضطرون إلى البقاء فترة طويلة في المهمات الدولية أو المشاركة في عدد من المهمات الدولية أكثر من المفروض وذلك بحسب التقرير السنوي للحكومة الألمانية لعام 2007.
من جهة أخرى يشكو الجيش الألماني من نقص في المعدات العسكرية ومن قدمها، ويشير روبه المتحدث باسم الجنود الألمان في تقريره لعام 2007 إلى نقائص شديدة في المستلزمات والمعدات الخاصة بالجنود خلال أداء مهماتهم في مناطق الأزمات من أزياء خاصة بالمناطق الحارة والرطبة وغيرها من المعدات، إلى درجة أن الجنود في أفغانستان اضطروا إلى شراء مستلزماتهم من حسابهم الخاص.