pakistan
١٧ أكتوبر ٢٠٠٩أكد الجيش الباكستاني أنه بدأ اليوم السبت (17 أكتوبر/تشرين الأول) عملية عسكرية برية وجوية واسعة النطاق ضد أكبر معاقل طالبان الباكستانية الموالين للقاعدة في إقليم وزيرستان الجنوبي القبلي، شمال غرب باكستان. وأعلن الجنرال اطهر عباس الناطق باسم الجيش لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش بدأ عمليته العسكرية مستخدما القوات البرية ووسائل الدعم الجوي.
كما نقلت قناة "سماء" التليفزيونية عن طارق حياة خان، قائد قوات الأمن في الإقليم قوله "بدأت قواتنا البرية العملية في العديد من المناطق في وزيرستان الجنوبية بدعم جوي". وأضاف أن الهجوم سيستمر حتي يتم القضاء على الإرهابيين. وقال مسؤول عسكري في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه إن "القوات تواجه مقاومة، مضيفا أن المتمردين "يستخدمون أسلحة ثقيلة".
ويأتي الهجوم بعد سلسلة من هجمات المتشددين بدأت في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول بتفجير انتحاري طال مكتب للأمم المتحدة في إسلام أباد، إضافة إلى هجمات على مقر الجيش والشرطة وفي أماكن عامة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا، وذلك نقلا عن وكالة رويترز. وقبيل الهجوم أعطى مسؤولو الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية أمس الجمعة دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال التمرد واستعادة سلطة الدولة. وفي هذا السياق قال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، "تأكد التوافق الوطني على فرض سلطة الدولة لاستئصال هذه العناصر"، وفقا لوكالة رويترز.
هجوم كاسح وعشرات آلاف النازحين
ويقول الجيش الباكستاني إن فرقتين قوامهما نحو 28 ألف جندي تواجهان ما بين 10 آلاف إلى 15 ألفا من المسلحين المدربين والمزودين بالأسلحة في تلك المنطقة الجبلية الوعرة. وقال مسئول استخباراتي، اشترط عدم ذكر اسمه، إن القوات البرية المدعومة بالدبابات والمدفعية، تتحرك عبر ثلاثة محاور صوب معاقل المسلحين في المنطقة. وأضاف "اتخذ مسلحو طالبان مواقع في الجبال وهم يستهدفون قواتنا من الخنادق الحصينة تحت الأرض". ويستهدف الهجوم المقاتلين الموالين لبيعة الله محسود، زعيم طالبان السابق الذي لقي حتفه في هجوم شنته طائرة أمريكية من دون طيار في مطلع شهر آب /أغسطس الماضي. ويعتقد أن رجال محسود يقفون وراء العشرات من الهجمات الانتحارية ضد الأهداف المدنية والحكومية خلال العامين الماضيين.
وفي ظل هذه الأجواء فرت آلاف العائلات من منطقة القتال. ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، شرد نحو 80 ألف شخص منذ شهر أيار/مايو، عندما بدأت الطائرات الباكستانية هجماتها لتدمير مواقع المسلحين. وقال همايون خان، مفوض منطقة ديرا إسماعيل خان المتاخمة لوزيرستان الجنوبية، إن الحكومة تتوقع أن يصل عدد النازحين داخليا إلى 120 ألفا .
(هــــــ.ع/د.ب.ا/أ.ف.ب/رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم