الجينات تكشف سر هجرة الفراشات
٢ أكتوبر ٢٠١٤تمثل الهجرة الجماعية التي تقوم بها الفراشة الملكة لمسافة 4800 كيلومتر في أمريكا الشمالية واحدة من أكثر مهرجانات الفراشات إبهاراً في العالم، حين تشرع الملايين من هذه الحشرات في رحلة خريفية مضنية من كندا شمالاً وحتى المكسيك وسواحل كاليفورنيا جنوباً.
وقدم العلماء، الذين فحصوا التسلسل الوراثي (الجينوم) لهذه الفراشات زاهية الألوان، رؤية دقيقة أمس الأربعاء (الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2014) لهذه المغامرة السنوية في الجو. ووضع العلماء أيديهم على جين بعينه يختص بكفاءة العضلات المتعلقة بالطيران، والذي يلعب دوراً مهماً في هجرة الفراشة الملكة.
وحددت دراستهم، التي نشرتها دورية "نيتشر" العلمية، أيضاً الجين المسؤول عن الألوان الساحرة للفراشات التي تتدرج من البرتقالي وحتى الأسود.
وتراجعت بشكل هائل أعداد الفراشات المهاجرة خلال السنوات الأخيرة، ففي حين هاجرت نحو مليار فراشة ملكة إلى المكسيك عام 1996، بلغ هذا الرقم نحو 35 مليوناً في الشتاء الأخير. وعزا الخبراء ذلك إلى المخاطر التي تتعرض لها هذه الفراشات أثناء رحلتها، ومن بينها فقدان مكان معيشتها بسبب الأنشطة البشرية والمبيدات الحشرية التي تقتل نبتة حشيشة اللبن، التي تتغذى عليها تلك الحشرة، علاوة على التقلبات المناخية.
ومن أجل دراسة الأساس الجيني لأنشطة الهجرة، قام العلماء بعقد مقارنة بين الشفرة الجينية للفراشات المهاجرة وتلك غير المهاجرة، وعثروا على جين في الشفرة الوراثية للفراشة الملكة مسؤول عن انتاج الكولاجين، وهو مكون رئيسي للأنسجة الضامة وذو أهمية جوهرية لوظائف العضلات الخاصة بالطيران.
م.م/ ي.أ ( رويترز)