الحبوب الكاملة قد تقلل من مخاطر الإصابة بالسكر
١٨ مايو ٢٠٠٧يشغل مرض السكر العلماء تماماً كما يشغل المرضى، وتكثر الدراسات المتعلقة بأسبابه وطرق علاجه. خلال المؤتمر السنوي للجمعية الألمانية لمرض السكر، أعلن أخصائيون ألمان أن الإصابة بنوع مرض السكر الذي يصيب الإنسان مع تقدم العمر ترتبط بالعوامل الوراثية أكثر من ارتباطها بأية عوامل أخرى. وأضاف البروفسور ديرك موللر فيلاند، من المعهد الألماني للسكر في دوسلدورف، أن تطور الإصابة بالسكر إلى ما يعرف بالنوع الثاني منه يتوقف على أسباب جينية وليس على البدانة كما كان مفترضاً فيما قبل، وإن كانت السمنة تزيد من تعقيد مشاكل الإصابة بالسكر. وأشار فيلاند أيضاً إلى أن أسلوب المعيشة والبدانة يؤثران على ظهور هذا المرض.
للحبوب الكاملة فوائد كثيرة
ومن ناحية أخرى، أظهرت دراسة للمعهد الألماني لأبحاث التغذية في مدينة بوتسدام أن المنتجات الغذائية التي تصنع من الحبوب الكاملة يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد السكر. فحسب الدراسة، تحتوي هذه المنتجات على مواد يعتقد أن لها تأثيرا كبيرا على عملية تحويل السكر إلى طاقة. وفي هذا الإطار، قال هاينر بوينج، أحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن المواد الصلبة التي تحتوي عليها الحبوب الداخلة في المنتجات الغذائية تحسن من تأثير الأنسولين، وتؤدي إلى الإبطاء من عملية ارتفاع نسبة السكر بالدم، مما يؤدي إلى تجنب وصول نسبة السكر في الدم إلى النسب المسببة لمرض السكر. وتختلف المواد الصلبة الموجودة في الحبوب الكاملة عن غيرها من المواد الموجودة بالمنتجات الغذائية الأخرى، فالمواد الصلبة التي تحتوي عليها الفاكهة و الخضروات مثلاً، لا تلعب أي دور فيما يتعلق بتقليل مخاطر الإصابة بالسكر.
مرض السكر مرض العصر
ومن المعروف أن مرض السكر مرض مزمن يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم. ولهذا المرض المنتشر بكثرة نوعان: النوع الأول هو السكري المعتمد على عدم إفراز الجسم للأنسولين ويتطلب العلاج بالأنسولين، وعادة ما يصاب به صغار السن والمراهقين، فيصبحون معتمدين على الأنسولين طوال حياتهم. بينما لا يتطلب النوع الثاني بالضرورة العلاج بالأنسولين، وعادة ما يصيب هذا النوع الأفراد بعد سن الأربعين ويكون ناتجاً عن قلة إفراز الأنسولين ويعالج عن طريق الحمية الغذائية.
هناك أسباب متعددة قد تتسبب في الإصابة بالسكر على رأسها العامل والوراثي، إلا أن لكل من قلة النشاط البدني ونمط الحياة والغذاء دوره في الإصابة بهذا المرض. لذلك فقد ووصف رئيس مؤتمر السكر، البروفسور بيتر نافروت هذا المرض بأنه مشكلة اجتماعية، داعياً إلى الاهتمام بجانبها الاجتماعي وما يرتبط به من نمط التغذية وممارسة الرياضة عند البحث عن سبل الوقاية منه وعلاجه. وخص البروفسور نافروت بالذكر الأطفال، الذين يقضون طفولتهم أمام شاشة التلفاز دون أصدقاء أو إخوة ودون لعب، وهو ما قد يزيد من مخاطر تطور السكر إلى النوع الثاني منه. وأضاف نافروت أن الأخطر من ذلك هو أن مرض السكر المرتبط بالسن، والذي كان يصيب المتقدمين في السن أصبح الآن يصيب أيضا الشباب بشكل متزايد.