الحرفيون الألمان يتجهون إلى العمل في الخارج
٣٠ نوفمبر ٢٠٠٧نحن الآن في مدينة مورزباخ بغرب ألمانيا، فريدهلم مولر يضع آخر متعلقاته في حقيبة السفر، ويتطلع من حين إلى آخر إلى هاتفه في انتظار مكالمة من ورشة السيارات لتعلمه أن سيارته قد تم تزويدها بإطارات الشتاء. بعدها يمكن للرحلة أن تبدأ. رحلة مولر ستستمر طيلة الليلة، إذ عليه أن يقطع ألف كيلومتر في اتجاه الشمال، لكي يصل إلى مدينة أوسلو حيث سيعيش هناك.
ترك فني الكهرباء مولر عائلته وزوجته آملا أن يلتحقوا به عندما تستقر الأمور. ومولر ذو الثمانية والأربعين عاما ليس الفني الألماني الوحيد الذي يترك بلده بحثا عن آفاق أفضل في الخارج.
الفنيون الألمان يحظون بسمعة طيبة
التحق مولر بوظيفة في شركة نوريدسك هاندفيرك ابس النرويجية، حيث يعمل رسميا في البلاد هناك أكثر من 53 ألف عامل أجنبي. وفي شركة نوريدسك هاندفيرك يعمل 240 عامل ألماني، يشتغلون في مواقع الشركة الخاصة ببناء المستشفيات أو المنتزهات، لذلك ليس من الغريب أن تسمع اللغة الألمانية في مواقع العمل.
المسؤول في الشركة لاسه شماكلسن يقول إن تجربة شركته مع العمال الألمان ناجحة للغاية، ويضيف أنهم "شديدو الحماس". في النرويج يحصل العامل على 21 يورو في الساعة، وهو ما يعادل ضعف متوسط ما يحصل عليه في ألمانيا.
أسواق جديدة في شرق أوروبا
ويقول شماكلسن "العمال الألمان مطلوبون بكثرة بسبب تعليمهم الجيد"، فالنظام التعليمي الألماني المزدوج يسمح بربط الأسس المهنية بالممارسة. وبعد ثلاث سنوات يتخرج الفني من مدرسته، لكنه لا يستطيع أن يفتح ورشة خاصة به إلا بعد أن يحصل على شهادة الإجازة التي تحتاج إلى مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات أخرى. أما في دول أخرى مثل النمسا أو لوكسمبورج، فتكون مدة الدراسة أقل، لذلك يحظى المهنيون المتعلمون في ألمانيا بسمعة طيبة.
الكسندر ليجوفسكي من اتحاد الحرفيين الألمان يقول إن 6 بالمائة من ربح قطاع الحرفيين الألمان يأتي من خارج ألمانيا. ويضيف أن ذلك لا يعود فقط إلى عمل الألمان في الخارج، وإنما يرجع أيضا إلى المشاريع الخارجية التي تقوم بها شركات ألمانية، فقد رأت قطاعات كثيرة في المشاريع الخارجية فرصة سانحة. وأشار ليجوفسكي إلى وجود أسواق جديدة في دول أوروبا الشرقية، حيث تقبل الطبقة الغنية في دول مثل بولندا والمجر والتشيك على بناء منازلها وفقا لمعايير ألمانية.