الحريري يؤكد أن قضية اغتيال والده لن تكون سببا للفتنة المذهبية
٢٤ يوليو ٢٠١٠أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم السبت (24 تموز/أيلول) في بيروت أن تمسكه بالمحكمة الدولية لمحاكمة قتلة والده "غير قابل للتأويل أو المساومة". غير أنه تدارك أن قضية اغتيال رفيق الحريري "لن تكون سببا في اندلاع فتنة" في لبنان. وقال الحريري في افتتاح المؤتمر التنظيمي الأول لتيار المستقبل الذي يتزعمه إن "هناك من يتصور أو يتخوف أو يهول أو ربما يتمنى أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سببا في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية، ونحن نقول بكل صدق وأمانة ومسؤولية أن لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات أو حتى التمنيات".
"الالتزام بالعدالة غير قابل للمساومة"
واعتبر الحريري أن موضوع المحكمة جزء لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني ومن البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة بعد جريمة اغتيال والده. وأضاف أن أمر المحكمة الدولية ليس طارئا وأن الإجماع اللبناني على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة.
وكان لبنان قد شهد في الأيام الأخيرة توترا سياسيا على خلفية المحكمة الدولية والقرار الاتهامي الذي سيصدر عنها في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، بعد أن أكد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أن الحريري أبلغه أن القرار الظني المتوقع صدوره عن المحكمة سيتهم عناصر "غير منضبطين" في حزب الله. وأضاف نصر الله أن الحريري وعده قبل زيارته لواشنطن في مايو/ أيار الماضي بأنه "إذا حصل أي شيء فسأظهر في الإعلام وأقول إن الحزب لا علاقة له وإن أناسا غير منضبطين عملوا على ذلك".
وفي السياق ذاته، نفى نائبان ينتميان إلى تيار المستقبل المعلومات التي أوردها نصر الله. وقال النائب عمار حوري لوكالة "فرانس برس": "هذا الكلام غير صحيح. كان هناك حديث عن معطيات إعلامية كان يتم تداولها فقط"، مؤكدا أن رئيس الحكومة يجهل فحوى القرار الظني. كما تحدث النائب هادي حبيش عن "مغالطات" وردت على لسان نصر الله، معلنا في حديث إذاعي أن ما نقل عن لسان رئيس الحكومة "غير دقيق أبدا".
دعوة إلى التهدئة
كما دعا سعد الحريري أمام حشد من أنصاره إلى "التهدئة والابتعاد عن الانفعال والتزام الآداب السياسية والوطنية". وأضاف في رد غير مباشر على كلام الأمين العام لحزب الله: "لقد وهب رفيق الحريري حياته لسلامة لبنان... فكفى تأويلا وكفى تهويلا وكفى استنفارا لعواطف الناس". وفيما يتعلق بإسرائيل أكد الحريري أن أهوالا كثيرة وحروبا صغيرة وكبيرة مرت على لبنان الذي واجه ستة حروب إسرائيلية واستطاع أن يتجاوز العاصفة.
وحول العلاقات مع سوريا قال الحريري: "قمت بأربع زيارات إلى دمشق أدت إلى فتح صفحة جديدة مع الرئيس السوري بشار الأسد، صفحة مبنية على الصدق والأخوة والاحترام المتبادل بين البلدين." كما رحب رئيس الوزراء اللبناني "بالايجابية" من قبل الرئيس الأسد والحكومة السورية في دفع العلاقات بين بيروت ودمشق إلى الأمام .
(س ج / أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: هشام العدم