الحزب الاشتراكي يختتم مؤتمره بالموافقة على برنامج أساسي جديد
٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧اختتم المؤتمر العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا اليوم مشاوراته حول برنامجه الجديد، الذي يحدد توجهاته السياسية المبدئية. ونجح المؤتمر في ختام أعماله، التي استغرقت ثلاثة أيام بمدينة هامبورج في تحديث البرنامج الأساسي للحزب واستكمال لائحة عام 1989 وذلك بمشاركة نحو 500 عضو من شتى أنحاء ألمانيا في هذه المشاورات. ويعود البرنامج الجديد إلى القيم الاشتراكية التقليدية للحزب مع توجيه النقد الشديد لمظاهر انتشار الرأسمالية وإضفاء الصبغة اليسارية على سياسة الحزب في بعض المجالات.
انتقادات حادة لميركل
ومن جانبها وجهت أندريا ناهلز، نائبة رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، انتقادات عنيفة إلى المستشارة أنجيلا ميركل وأسلوب قيادتها للحكومة، وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد مواقف متشددة من جانب حزبها داخل الائتلاف الحاكم بزعامة ميركل. وقالت النائبة الجديدة لرئيس الحزب في حديث لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الصادرة اليوم إن "ميركل أشبه بالطائر الذي يغطس أسفل الماء ليلتقط أشياء يتزين بها ولكنه لا ينجز أي شيء فوق سطح الماء ويترك بعض الأشياء تسقط فوقه مثل أغصان الأشجار."
كما أشارت المسئولة إلى الاختلافات الكبيرة بين شركاء الائتلاف الحاكم في مجال السياسة الداخلية وأعطت أمثلة بوزير الداخلية فولفجانج شويبله، الذي يستفز سيادة القانون بمطالبه المبالغ فيها حول مكافحة الإرهاب ووزير الاقتصاد ميشائيل جلوز، الذي يرفض وضع حد أدنى لأجور عمال البريد، ووزيرة شئون الاسرة أوروسولا فون دير لاين، التي ترغب في تجربة شراء الأطفال للكحوليات.
...وهجوم نادر من شتاينماير
وفي تطور لافت للانتباه انتقد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير المستشارة ميركل يوم أمس، "لأنها ظلت تلوح بوعد أن تحصل تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي لتسحب هذا الوعد في اللحظة الحاسمة." وفي هجوم نادر ضد زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشريكة حزب الديمقراطي الاشتراكي في الائتلاف الحاكم انتقد شتاينماير ميركل أيضا، لأنها أثارت قضية حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام الألمانية بدلا من استخدام قنوات رسمية أكثر فعالية.
وتعاون شتاينماير وميركل في مجال السياسة الخارجية في أول عامين من تشكيل ائتلافهما. لكن في ظل اجراء الانتخابات المقبلة بعد عامين وتراجع الحزب الديمقراطي الاشتراكي أمام الاتحاد الديمقراطي المسيحي في استطلاعات الرأي بدا أن تصريحاته دليل آخر على وجود توتر في العلاقة بين الحزبين.
وفي تصريحات فظة بشكل غير معتادة من المسئول، الذي يتسم عادة بالدبلوماسية، أبلغ شتاينماير مؤتمر الحزب الديمقراطي الاشتراكي أن ميركل والاتحاد الديمقراطي المسيحي لوحا على مدى عقود بوعد أن تنضم تركيا للاتحاد الأوروبي شرط أن تنفذ إصلاحات لكنهما تراجعا عن ذلك. يذكر أن ميركل تؤيد شراكة متميزة مع أنقرة وهو وضع أدنى من العضوية الكاملة.
وحاز شتاينماير على تصفيق المشاركين في المؤتمر لانتقاده الرئيس الأمريكي جورج بوش وسياساته تجاه إيران بشكل غير مباشر. وقال: "المغامرات العسكرية لن تساهم في التوصل لحل. بل على العكس.. الحديث العنيف اليومي يزيد من صعوبة التوصل لحل. أي شخص يتحدث عن الحرب، يكون قد خسر بالفعل."