Amoklauf -Reaktionen
١٢ مارس ٢٠٠٩اندلع الجدل في ألمانيا مجددا حول الوسائل القانونية الممكن اتخاذها بهدف منع وقوع أعمال قتل عشوائي في المدارس، يأتي ذلك بعد يوم من الحادث المروع الذي أطلق فيه شاب (17عاما) النيران بشكل عشوائي داخل مدرسة متوسطة بالقرب من شتوتجارت وأودى بحياة 15 شخصا معظمهم من التلاميذ. وقالت الشرطة إن الشاب سرق مسدس الجريمة والذخيرة من والده الذي كان يحتفظ بنحو 14 قطعة سلاح مختلفة النوع في منزله وبمسدس الجريمة في غرفة النوم.
"السلاح وحده لا يقتل، ولكن حامله"
في هذه الأثناء رفض ساسة وخبراء في القانون مطالب البعض بتشديد قانون حيازة السلاح في ألمانيا، مبررين ذلك بأن القانون المعمول به حاليا يتمتع بدرجة جيدة من الحزم. وقال خبير الشئون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي فولفجانج بوسباخ في تصريحات نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليوم الخميس: "لقد شددنا بالفعل قانون حيازة السلاح بعد حادث (إطلاق نار داخل مدرسة) إرفورت ولدينا قانون حاسم بشكل كبير مقارنة بالمستوى الدولي".
وفي السياق نفسه قال رئيس نقابة الشرطة الألمانية كونراد فرايبرج إن "قانون حيازة السلاح عندنا أكثر صرامة الآن من أي وقت مضى"، مشيرا إلى المسئولية التي تقع على عاتق من يمتلك السلاح نفسه، في إشارة منه إلى أن السلاح وحده لا يقتل.
"المذبحة تشبه أفلام العنف على الكمبيوتر"
من جهتها، طالبت رابطة المعلمين الألمان بتوفير المزيد من الرعاية النفسية للتلاميذ في المدارس، كما طالب خبراء في علم الجريمة بحظر ألعاب الكمبيوتر التي تتسم بالعنف. وأشار البروفيسور، هانز ديتر شفيند، الخبير في علم الجريمة إلى أن الطريقة التي تصرف بها مرتكب مذبحة الأمس تشبه ما يحدث في أفلام العنف على الكمبيوتر، إذ أنه أخذ يطلق النيران بطريقة عشوائية على المارة في الشارع بعد ارتكاب جريمته داخل المدرسة.
وفي هذه الأثناء قال المتحدث باسم الشرطة ، كلاوس هينرير صباح اليوم إن السلطات قامت بفحص جهاز الكمبيوتر الخاص بالجاني ، كما جرى العثور على ألعاب عنف على الجهاز. ووفقا للتحريات، قضى الشاب فترات طويلة خلال الأشهر الماضية في ممارسة ألعاب القتل على الكمبيوتر، كما أن واحدة من هواياته كانت الرماية باستخدام المسدسات الهوائية (سوفت اير).
"يوم عصيب" ـ والحكومة تعلن الحداد
وفيما قررت الحكومة الألمانية تنكيس الأعلام فوق مقار الهيئات والمباني الحكومية في أنحاء البلاد حدادا على ضحايا المذبحة اليوم الخميس، حيث سيتم تأبين الضحايا، مازال الصدمة تخيم على الشارع الألماني عموما وبلدة لويتنباخ التي شهدت الحادثة المروعة يوم أمس، إذ لم يستوعب أهالي البلدة الصغيرة التي تقع في جنوب ألمانيا بعد كيف حدثت هذه المذبحة المروعة التي إصابتهم بالحيرة والحزن والدهشة.
وأعرب بعض أهالي البلدة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مشاعر الحزن التي يعتريهم، حيث يقول أحد الفتية الذين يسكنون بالقرب من بيت الجاني: "تعتريني قشعريرة كلما شاهدت الحادثة في التلفاز". وتكمل فتاة من مدرسة مجاورة لمسرح الجريمة: "كان اليوم يوما عصيبا حقا، فقد سمعنا صوت الطلقات واضطرت المدرسة إلى حجزنا داخل حجرة الدرس انتظارا لانقضاء الخطر. وبدأ كثيرون منا يبكون في هلع بالغ."
لماذا؟ سؤال يتكرر عقب كل حادثة
وبلغ الانزعاج أشده في الجزء الذي يضم بيت القاتل، حيث وقف الجيران خلال يوم أمس على قارعة الطريق يشاهدون رجال التحقيق وهم يؤدون عملهم، ويدخلون إلى بيت الجاني ليخرجوا منه ومعهم بعض الصناديق التي تحتوي على الأدلة الخاصة بواحدة من أشد أعمال العنف مأساوية بولاية بادن فورتمبرج على الإطلاق. وقال شاهد عيان إن البلدة تحولت بالكامل تحولت يوم أمس لما يشبه الحصن العسكري، مضيفا: "هناك حالة من الذهول التام".
وتضاربت الأنباء حول كيفية مقتل الجاني الذي كان يدرس في المدرسة ذاتها، إذ ذكرت التقارير الأولية أنه قتل في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة في بلدة قريبة من موقع الجريمة، في حين أوضحت تقارير تالية أن الجاني قتل نفسه، تاركا وراءه الكثير من علامات الاستفهام، لاسيما حول دوافع الجريمة؟