الحكومة الألمانية تدين قمع المتظاهرين ضد نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية
١٤ يونيو ٢٠٠٩أدانت الحكومة الألمانية اليوم الأحد (14 يونيو/حزيران) قمع الشرطة الإيرانية للمتظاهرين، الذين خرجوا للاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في إيران. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم إن "أعمال العنف التي تمارسها قوات الأمن بحق المتظاهرين غير مقبولة" وأضاف: "إننا نراقب الوضع هناك بدقة شديدة".
من ناحية أخرى، دعا شتاينماير، الذي يشغل منصب نائب المستشارة أنجيلا ميركل، السلطات الإيرانية إلى إلقاء الضوء على المعلومات التي تتحدث عن وقوع مخالفات في الاقتراع. ووصف شتاينماير الانتخابات الرئاسية، التي جرت الجمعة الماضية في إيران بأنها "مثيرة للتساؤل"، وقال في هذا السياق: "مجرى الانتخابات في إيران يطرح العديد من التساؤلات، فالتقارير حول المخالفات مثيرة للقلق... أتوقع من المسئولين في طهران أن يحققوا في تلك الاتهامات على أعلى درجة من الدقة ويقدموا إيضاحا شاملا حول الأمر".
"شكوك دولية جادة" تجاه نتائج الانتخابات
ومن جانبه، صرح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم أن هناك "شكوك جادة" في نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أدت إلى فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد. وفي مقابلة مع تلفزيون "ان بي سي" الأمريكي، أحجم بايدن عن تأكيد إذا ما كانت الولايات المتحدة تعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وقال بايدن "هناك شكوك جادة" في نتائج الانتخابات، ستقوم الولايات المتحدة بالتدقيق فيها قبل التعليق عليها.
كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المستشار الخاص للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هنري غينو قوله إن الوضع في إيران "ليس نبأ ساراً لأحد"، متحدثاً خلال برنامج تلفزيوني سياسي. وقال غينو ردا على سؤال حول إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية في إيران "بالطبع، إن ما يجري في إيران ليس نبأ سارا لأحد، لا للإيرانيين ولا للاستقرار والسلام في العالم". وتابع: "إن سبل التدخل المباشر محدودة للغاية ولا يمكن لأحد أن يحكم من هنا ما إذا كانت هذه الانتخابات نزيهة أم لا".
اضطرابات ومصادمات دامية في الشوارع الإيرانية
وتشهد طهران أسوأ موجة اضطراب عام منذ 30 عاما عقب أن أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات أمس السبت فوز الرئيس محمود أحمدى نجاد، المثير للجدل على المستوى الدولي بسبب سياسته النووية، في الانتخابات بحصوله على نسبة 62 بالمائة من الأصوات، وهوهامش فوز لم يقبله المعارضون، الذين قاموا بتظاهرات عنيفة أمس السبت، تواصلت اليوم الأحد. فالانتصار الساحق الذي حققه أحمدي نجاد أثار على الفور اتهامات بالتزوير من جانب منافسه الرئيسى مير حسين موسوي واشتباكات عنيفة في عدة مناطق من العاصمة الإيرانية بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين.
وفي السياق نفسه أعرب قسم كبير من الناخبين الإيرانيين الذين يقدر عددهم بـ 40 مليون ناخب عن أسفهم لممارسة حقهم في الانتخاب، خاصة مع خروج الوضع عن السيطرة ولجوء الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع ضد أعداد كبيرة من المحتجين.
وكانت ثمة تقارير عن إطلاق نار بالقرب من ميدان فاناك في طهران، الأمر الذي سبب الخوف بين السكان في منطقة تجارية مزدحمة. وما بدا أنه شعور عميق بالإحباط من نتائج العملية الانتخابية سرعان ما تحول إلى غضب، وفي حين أن الشرطة حظرت المظاهرات وألغت مؤتمرا صحفيا للمراسلين الأجانب، فإن المحتجين وغالبيتهم من أنصار موسوي واصلوا احتجاجاتهم ضد ما وصفوه بالتلاعب في نتائج الانتخابات. وردد المتظاهرون وهو يلقون الحجارة على الشرطة ويحرقون إطارات السيارات والقمامة شعارات مثل "نريد أصواتنا" و"الموت للديكتاتور" و"لا نريد طالبان في طهران".
ووصف مراقبون الوضع بأنه "متفجر" فيما كانت أعمدة الدخان ترتفع في سماء طهران. ووفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، تم اعتقال ما يصل إلى 100 من عناصر المعارضة عقب التجاوزات الشديدة التي وقعت في العاصمة الإيرانية طهران. ومن جانبه، دعا المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي أنصاره إلى مواصلة "اعتراضهم" على نتائج هذه الانتخابات بشكل "سلمي".
(س.ك/د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
تحرير: لؤي المدهون