Weltwirtschaftsforumn Sharm-el-Sheikh
١٩ مايو ٢٠٠٨أُفتتح يوم أمس الأحد (19 أيار/ مايو 2008) في منتجع شرم الشيخ المصري منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بحضور 1500 شخصية اقتصادية وسياسية من أكثر من 50 دولة. وفي ختام جولته الشرق أوسطية شارك الرئيس الأمريكي بوش في الافتتاح بخطاب أكد فيه على أن منطقة الشرق الأوسط تسير في الطريق الصحيح، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية آخذة بالاتساع في الكثير من بلدان المنطقة، واعدة بفرض مستقبلية أفضل. كما أكد الرئيس بوش على أهمية التعليم والمبادرات الاقتصادية الخاصة والحرية السياسية.
جولة وداع ووعود لا قيمة لها
وفي خطابه أكد بوش انه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني-إسرائيلي ممكن قبل نهاية العام الجاري ولكنه لم يقدم أي دليل ملموس على تقدم المفاوضات قبل أن يغادر منطقة الشرق الأوسط مخلفا وراءه إحباطا فلسطينيا. فقد أثار خطاب بوش أمام الكنيست الإسرائيلي في مستهل جولته، الذي وصف فيه الدولة العبرية بأنها "وطن شعب الله المختار" والتطرق إلى حقوق الفلسطينيين بشكل مقتضب، حفيظة الزعماء العرب. وأتى رد فعل الزعماء العرب وفقاً لذلك غير متحفظ على الرغم من انطباع رافق بوش في جولته بأن جولته الحالية في الشرق الأوسط ما هي إلا "جولة وداع". وتمثل رد الفعل هذا في البدء في رفض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مطالبة بوش المملكة بزيادة إنتاجها من النفط بطريقة تكاد تكون فظة.
ويبدو أن مغادرة الرئيس المصري حسني مبارك قاعة الفندق، الذي يعقد فيه المنتدى قبل أن يلقي بوش كلمته أمام المشاركين في المؤتمر، أتت متوافقة مع هذا الانطباع لدى الزعماء العرب. أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد عبر من جانبه بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أمس الأحد عن "غضب" الفلسطينيين من خطاب بوش أمام الكنيست، قائلا انه طالب الرئيس الأميركي "بحد أدنى من الحيادية".
اتفاق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية
وفي خطابه أشار بوش إلى أمكانية التوصل إلى اتفاق سلام خلال هذا العام في حال تحمل المسؤولية والتحلي بالشجاعة وإلى تأييده الواضح لحل الدولتين، داعياً زعماء دول المنطقة إلى دعم هذا المشروع من خلال التصدي للمنظمات الراديكالية بدءا من حماس مرورا بحزب الله وانتهاء بالقاعدة في العراق وأفغانستان وعزل الدول الداعمة لهما في إشارة إلى إيران وسوريا. لكن الأوساط الدبلوماسية المشاركة في المنتدى ترى أن التفاؤل، الذي يبديه بوش، ليس له أي أساس. فقد حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن العرب لن يوفروا ما اسماه بغطاء لاتفاق سلام يهدر حقوق الفلسطينيين. وقال مبارك إن العالم كله يجب أن يدرك أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بحاجة إلى اتفاق سلام عادل ومشرف يحقق تطلعات شعبه ويجوز مباركته وتاييده". وتابع مبارك محذرا من انه "يخطئ من يتصور أن أحدا يمكنه أن يوفر الغطاء لاتفاق لا يتجاوب مع أمال الشعب الفلسطيني وتطلعات أبنائه شعبه". اللافت أن بوش، الذي لم يشر في خطابه في المنتدى إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية قريباً، سبق وأن قال في خطابه أمام الكنيست إن الدولة الفلسطينية حلم قد يرى النور في مستقبل بعيد قد يصل إلى 60 عاماً.
سجال حول الديمقراطية
في شان آخر شهد المنتدى تبادل بوش ومبارك سجالاً غير مباشر حول الديمقراطية في كلمتيهما. فقد شدد الرئيس الأميركي على أنه "في كثير من الأحيان في الشرق الأوسط تتمثل السياسة في قائد واحد في السلطة ومعارضة في السجن". وأضاف أن "أميركا تشعر بالقلق الشديد حيال محنة المعتقلين السياسيين في هذه المنطقة، وبشان النشطاء الديمقراطيين الذين يتعرضون للمضايقات والقمع، والصحف ومنظمات المجتمع المدني التي يتم إغلاقها، والمنشقين الذين يتم خنق أصواتهم"، داعياً دول المنطقة إلى "فتح حوار سياسي وإشراك شعوبها في تحديد مصيرها". أما مبارك فقال في كلمته: "إننا نمضي في استكمال أركان ديمقراطيتنا تعزيزا للتعددية وتفعيلا لحياتنا السياسية. نمضى في ذلك بإصلاحات تنبع من الداخل، تراعي ظروف مجتمعنا وخصوصياته وتحاذر من تجارب عديدة حاولت القفز إلى الأمام فانكفأت إلى الوراء، ومحاولات لفرض الديمقراطية من الخارج تحت ذرائع عديدة انتهت بدمار واقتتال وإزهاق للأرواح وسفك للدماء"، في إشارة إلى التجربة الأمريكية في العراق.