الرئة الخضراء لكوكبنا الأزرق تأكلها النيران
في البرازيل تلتهم الحرائق الضخمة غابات الأمازون في أسوأ كارثة منذ سنوات، مخلفة الدمار في "رئة الأرض" الخضراء. صور تظهر حجم الكارثة التي تتجاوز تداعياتها البرازيل وحدها.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يريد عقد قمة حول الوضع في الأمازون أكبر غابة استوائية في العالم، فيما وقع الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وتحت ضغط دولي كبير، مرسوما يمنع عمليات الإحراق لأغراض زراعية لستين يوما من أجل محاولة وقف اندلاع الحرائق فيها.
الدخان الكثيف يلف مساحات شاسعة من منطقة الأمازون. من الجو فقط يمكن للمرء أن يرى حجم الكارثة الحقيقي، إذ دمرت الحرائق الغابات المطيرة بشكل يبعث على الرعب. جدران النار الضخمة تشق طريقها الملتهبة خلال مناطق الغابات الضخمة، محيلة كل شيء إلى رماد.
جذوع أشجار متفحمة لكنها تواصل الاحتراق من الداخل. يحاول الآلاف من رجال الإطفاء، معرضين حياتهم للخطر، السيطرة على النيران. لكن يبدو أن جهودهم وإمكانياتهم لم تعد كافية. وبعد الضغط من المجتمع الدولي، قررت الحكومة البرازيلية أخيراً إرسال الجيش لمساعدة رجال الإطفاء في السيطرة على الحرائق الضخمة.
الوقت بدأ ينفد، فقد أعلنت سبعة من أصل 26 إقليماً في البرازيل منذ ذلك الحين حالة الطوارئ وطلبت المساعدة من الحكومة المركزية. معطيات الإحصاء مثيرة للقلق بشكل كبير، فوفق معلومات معهد أبحاث الفضاء البرازيلي فقد شبت أكثر من 75 ألف حريق في الأمازون منذ بداية العام الجاري، أي بزيادة قدرها 84 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
لسوء الحظ، فإن الحرائق الضخمة ليست استثناء في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية. إذ تتكرر الحرائق خلال موسم الجفاف مراراً. ولكن هناك أيضاً أسباب من صنع الإنسان لهذا الجحيم الملتهب. وبحسب حماة البيئة فإن المزارعين مسؤولون عن الزيادة الأخيرة في الحرائق لرغبتهم في تحويل أماكن الغابات الكثيفة إلى مراعي الماشية.
هذه الحرائق لا تشكّل خطراً على مناطق الغابات النائية فحسب، وإنما راحت تنتشر بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان أيضاً. وتظهر هذه الصورة الملتقطة بالقرب من مدينة كويابا في الجنوب الشرقي من البلاد، وصول ألسنة اللهب إلى حافة الطريق السريع 070، الذي يربط المنطقة ببوليفيا المجاورة، ما يهدد البنى التحتية في المنطقة.
في الكثير من أنحاء البلاد بدأت تتشكّل معارضة للحكومة المركزية البرازيلية، على وجه الخصوص بسبب السياسية البيئية للرئيس جاير بولسونارو، الذي صرح مراراً وتكراراً بأنه يؤيد استغلال حوض نهر الأمازون اقتصادياً. كما واجه انتقادات دولية متعددة بسبب رد فعله المتردد في محاولات السيطرة على الحرائق.
بسبب حجم الحرائق المتزايد، عرض المجتمع الدولي الدعم والمساعدة على البرازيل الآن الدعم من المجتمع الدولي. وتعهدت دول مجموعة السبع بتقديم حوالي 20 مليون يورو كمساعدات طارئة. وأعلنت البرازيل أنها "منفتحة" على المساعدة المالية شرط أن تتحكم بهذه الأموال. الكاتب: دانييل هاينريش/ فريدمان بورشرت.