ميركل تعد بسرعة تشكيل حكومة جديدة وبدء عملها
٥ مارس ٢٠١٨بعد أسابيع من المفاوضات الشاقة، وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي في استفتاء شارك فيه أعضاء الحزب وحاز على موافقة 66,02 بالمائة، على تشكيل ائتلاف حكومي واسع بين الحزب الاشتراكي والاتحاد المسيحي بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، منهياً بذلك أزمة سياسية شهدتها البلاد منذ الانتخابات التي جرت في أيلول/سبتمبر الماضي.
وقالت ميركل في بيان مقتضب اليوم الاثنين (الخامس من آذار/ مارس): "بعد نحو ستة أشهر من الانتخابات، الناس ينتظرون حصول شيء ما الآن". وأضافت المستشارة "نحن نرى أن... أوروبا تواجه تحديات وإن دفعاً قوياً من ألمانيا، إلى جانب دفع فرنسا والدول الأخرى ضروري"، في إشارة إلى مجموعة من المواضيع التي تحتاج إلى اهتمام من التجارة الدولية إلى الحرب في سوريا. وقالت ميركل كل ذلك: "يتطلب منا أن نبدأ العمل بسرعة في الحكومة".
ويأتي كلام ميركل بعد اقتراح الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير رسمياً على البرلمان الألماني "بوندستاغ" إعادة انتخاب أنغيلا ميركل لمنصب المستشارة الاتحادية. وقالت متحدثة باسم شتاينماير اليوم الاثنين "الرئيس الاتحادي اقترح على البرلمان الألماني بخطاب اليوم، وفقاً للمادة 63 بند1 من القانون الأساسي (الدستور)، انتخاب السيدة أنغيلا ميركل كمستشارة اتحادية".
ومن المتوقع أن يتم انتخاب ميركل في جلسة البرلمان الألماني التي سيعقدها في الـ 14 من آذار/ مارس الجاري. وكان شتاينماير قد أعرب عن ارتياحه أمس الأحد بعد قرار الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالموافقة على المشاركة في تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد مع التحالف المسيحي بزعامة ميركل، وقال "إنه أمر جيد لبلدنا أن مرحلة عدم اليقين والشك قد مرت".
البديل ينتقد الاشتراكيين
تجدر الإشارة إلى أن شتاينماير كان قد تزعم سلسلة من المباحثات مع الأحزاب بعد إخفاق مباحثات جس النبض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بشأن تشكيل ائتلاف جامايكا الذي كان مفترضاً أن يتكون من اتحاد ميركل والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. وكانت نتيجة سلسلة هذه المباحثات أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تخلى عن رفضه الأساسي لإعادة تشكيل ائتلاف حاكم موسع جديد.
وانتقد حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي الذي بات الآن أكبر أحزاب المعارضة، أمس الأحد قرار الحزب الاشتراكي الديموقراطي الدخول مجدداً في ائتلاف حكومي مع ميركل متوقعاً أن "فاتورة ذلك ستستحق على أبعد تقدير في 2021"، عندما يتوجه الناخبون مجدداً إلى صناديق الاقتراع.
وجدير بالذكر أنه وبعد تحقيقها فوزاً ضعيفاً في الانتخابات التي جرت في أيلول/ سبتمبر الماضي لم تتمكن على إثرها من الحصول على الأغلبية المطلقة، واجهت ميركل صعوبات لايجاد شركاء لها في الحكومة. وحقق حزبها أسوأ نتيجة له في مرحلة ما بعد الحرب، وكان شريكها السابق الحزب الاشتراكي الديموقراطي رفض تجديد الائتلاف معها، قبل أن يعود ويتراجع عن قراره.
وتراجع المحافظون بزعامة ميركل والاشتراكيون الديموقراطيون في الانتخابات جراء اختيار جزء من الناخبين التصويت لمصلحة حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي تعبيراً عن غضبهم إزاء وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ 2015.
ع.ج/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)