السبسي يدعو إلى "السلم الاجتماعي" لمكافحة الإرهاب
٣٠ نوفمبر ٢٠١٥دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في خطاب إلى الأمة مساء الأحد إلى إحلال "السلم الاجتماعي"، معتبراً أن وقف التحركات المطلبية يساهم في مكافحة الإرهاب الذي سدد قبل أيام ضربة جديدة موجعة للبلاد.
كما دعا السبسي في خطابه الذي بثه التلفزيون الوطني حزب "نداء تونس" الذي فاز في الانتخابات التشريعية والرئاسية العام الماضي، إلى تجاوز الانقسامات العميقة التي يعاني منها والتي تهدد بتفككه. وكان السبسي قد أسس في 2012 هذا الحزب وترأسه، لكنه استقال منه في نهاية 2014 لكي يصبح "رئيساً لجميع التونسيين".
وقال السبسي إن "الاقتصاد في تونس في وضع صعب ومن الضروري أن نخرج من هذه الحالة بجلب الاستثمارات الخارجية وأيضاً الاستثمارات الداخلية، وهذا لن يتم إلا إذا خلقنا الظروف الملائمة لذلك والمناخ الملائم". وأضاف أنه "من جملة توفير هذا المناخ هو السلم الاجتماعي (...) لكسب هذه المعركة ضد الإرهاب".
وقُتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون بجروح الثلاثاء عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي يرتدي حزاماً ناسفاً يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس.
ودعا السبسي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد أرباب العمل إلى التوصل لاتفاق بشأن زيادة الرواتب في القطاع الخاص قبل العاشر من كانون الأول/ ديسمبر موعد تسلم هذين الاتحادين بالاشتراك مع هيئتين تونسيتين أخريين جائزة نوبل للسلام في أوسلو.
وكانت لجنة نوبل قد أعلنت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر منح جائزة نوبل للسلام للعام 2015 إلى هذا الرباعي التونسي الذي يضم الاتحادين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعمادة المحامين التونسيين، بعدما قادت هذه المنظمات في 2013 حواراً وطنياً بين إسلاميي حركة النهضة ومعارضيهم وضغطت عليهم للاتفاق من أجل إخراج البلاد من شلل مؤسسي.
من جهة ثانية اعترف الرئيس التونسي بأن حزب نداء تونسي، أكبر حزب في البلاد، يمر بـ"أزمة قيادة، وهذه القيادة غابت عنها ثقافة التحاور ولم تأخذ في الاعتبار الوضع المتأزم الذي تمر فيه تونس ولا صورة تونس في الخارج وبالخصوص الشعار الذي اتخذناه لهذه الحركة وهو الوطن قبل الأحزاب".
وأضاف السبسي أن "هذه الأزمة تفاقمت إلى أن وصلت الآن إلى طريق يبدو وكأنه مسدود"، الأمر الذي اجبره على التدخل، مشيراً إلى أنه اختار 13 شخصية لكي تقوم بدور الوساطة بين المعسكرين الذين يتنازعان إدارة الحزب.
ويتنازع على القرار داخل الحزب الأمين العام الحالي محسن مرزوق (يساري) ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الذي يتهمه خصومه بالسعي إلى "خلافة" والده في منصبه.
ولقي خطاب الرئيس التونسي انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما بسبب تخصيصه، بحسب المنتقدين، الحيز الأكبر منه للحديث عن حزبه في حين أن البلاد في حالة طوارئ وتونس الكبرى في حظر تجول.
ع.غ/ ح.ز (آ ف ب)