الرئيس الفرنسي المنتخب يمد يده للولايات المتحدة وأوروبا
٧ مايو ٢٠٠٧تعهد الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي بالالتزام بالعلاقات مع أوروبا بعد فوزه في جولة الإعادة الحاسمة في انتخابات الرئاسة الفرنسية. وقال ساركوزي لأنصاره في باريس "اريد أن أوجه دعوة لشركائنا الأوروبيين الذين يرتبط مصيرنا بهم ارتباطا عميقا أقول لهم فيها إنني كنت أوروبيا طوال حياتي... الليلة عادت فرنسا الى أوروبا."
وأضاف أن فرنسا ستكون صديقة للولايات المتحدة التي توترت العلاقات معها بسبب غزو العراق عام 2003 لكن هناك خلافات معها في قضايا مثل الاحتباس الحراري سيتصدى لها. وقال: "أريد أن أقول لهم كذلك إن الصداقة هي قبول الصديق لحق صديقه في التصرف بشكل مختلف وأن من واجب الأمم العظيمة مثل الولايات المتحدة الا تعرقل مكافحة الاحتباس الحراري بل وان تتولى قيادة هذا الكفاح لأن ما هو عرضة للخطر هنا هو مستقبل البشرية جمعاء".
وأوضح أمام أنصاره "أريد أن أعيد إلى الفرنسيين شعورهم بالاعتزاز لانتمائهم إلى فرنسا"، مؤكدا انه يريد "إعادة الاعتبار إلى العمل والهيبة والكفاءة". واعتبر أن الفرنسيين اختاروا "القطيعة مع أفكار الماضي وعاداته وتصرفاته". ودعا الجميع إلى "الاتحاد معه". وعبر عن "تأثره الكبير" وعن احترامه لمنافسته الاشتراكية سيغولين روايال.
روايال تسلم بالهزيمة
وعقب إغلاق مراكز الاقتراع بدقائق سلمت روايال بالهزيمة في خطاب لأنصار حزبها الاشتراكي في قلب العاصمة باريس. وقالت روايال: "آمل أن يقوم الرئيس القادم للجمهورية بدوره في خدمة كل أبناء الشعب الفرنسي."
وفي مقرات الاشتراكيين في أرجاء المدينة سادت حالة من الحزن والأسف بعد أن مني حزبهم بالهزيمة الثالثة على التوالي في الانتخابات الرئاسية. وعلى الفور دعا كبار أعضاء الحزب لحملة إصلاح داخلي حتى يصبح أكثر قبولا لدى الناخبين. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت بانتظام الى أن الناخبين يفضلون روايال التي كانت تسعى لان تصبح أول امرأة تتولى رئاسة فرنسا فقد اعتبروا ساركوزي الذي يتسم بالصرامة زعيما أكفأ ذا برنامج اقتصادي أكثر إقناعا.
ساركوزي "مرشح العمل والتغيير"
وسيخلف وزير الداخلية السابق ساركوزي البالغ من العمر 52 عاما بفوزه في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئيس المحافظ جاك شيراك الذي رأس البلاد لمدة 12 عاما. وقدرت نسبة مشاركة الناخبين بنحو 85 في المئة وهي أعلى نسبة اقبال منذ عام 1981.
وقدم ساركوزي وهو ابن مهاجر مجري نفسه على أنه "مرشح العمل" متعهدا بتخفيف صرامة القواعد التي تلزم بعدم زيادة ساعات العمل الأسبوعية عن 35 ساعة من خلال تخفيض الضرائب على ساعات العمل الإضافية خلال الليل وتقليل نفقات الخدمة العامة وخفض الضرائب وشن حرب على البطالة.
ومن المتوقع أن يتولى الرئاسة في 16 أو 17 مايو أيار الجاري وسيكون أول رئيس فرنسي يولد بعد الحرب العالمية الثانية. وعندئذ سيعين حكومة جديدة وسيطلق على الفور حملة انتخابية من أجل انتخابات يونيو حزيران البرلمانية حيث سيسعى للحصول على أغلبية مريحة لتطبيق خططه الإصلاحية. والرئيس المنتخب لفترة ولاية مدتها خمس سنوات هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويعين رئيس الوزراء وله الحق في حل المجلس الوطني كما أنه مسئول عن السياسات الخارجية والدفاعية.