الرئيس الفرنسي: تونس نموذجاً للانتقال الديمقراطي في المنطقة
٥ يوليو ٢٠١٣قال الفرنسي فرانسوا اولاند المستعمرة السابقة لتونس اليوم الجمعة(الخامس من تموز/يوليو 2013) إن بلاده تثق في نجاح الانتقال الديمقراطي في مهد الانتفاضات التي شهدها العالم العربي وترى أنه يمثل نموذجا في بلدان الربيع العربي عكس بلدان أخرى مثل مصر وليبيا. جاء ذلك بعد يومين من إزاحة الجيش المصري الرئيس الإسلامي محمد مرسي. ومضى يقول إن فرنسا تثق في نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس التي وصفها بأنها "نموذج للتحول" في المنطقة مضيفا أن فرنسا ستحول 60 مليون يورو من ديون تونس إلى مشاريع استثمارية. وتابع في خطاب الذي ألقاه أمام المجلس الوطني التأسيسي التونسي الجمعةمخاطبا النواب" أنتم في الاتجاه الصحيح... في ليبيا الانتقال الديمقراطي يشوبه العنف في مصر الانتقال توقف بعد عزل الرئيس المنتخب وفي سوريا الرغبة في التغيير قادت إلى الحرب."
وترك خطاب اولاند، انطباعا جيدا في نفوس ممثلي الشعب. فقد قال اولاند إن " فرنسا مستعدة للتعامل مع جميع ممثلي الشعب التونسي. فرنسا وتونس مرتبطتان بعلاقات تاريخية ومرتبطتان في الحاضر أيضا، وهما بحاجة لبعضهما البعض". وبهذه الكلمات قطع الرئيس الفرنسي مع حقبة سلفه نيكولاس ساركوزي الذي قدم العون للرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، أثناء محاولاته الفاشلة لقمع انتفاضة التونسيين وإجهاضها، حسب رأي النائب في المجلس عن التحالف الديمقراطي، محمود البارودي، لوكالة الأنباء الألمانية. وقال البارودي إن " خطاب اولاند جاء مختلفا ومغايرا عبر الدعوة لبناء علاقات جديدة وتحويل جزء من الديون التونسية لدى باريس إلى استثمارات تنموية ودعوة السياح والمستثمرين الفرنسيين للقدوم إلى تونس". ويبدو أن مقياس نجاح اولاند يكمن في أنه أستطاع أن يقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف السياسية في تونس، كما بدا دقيقا في اختيار مفردات خطابه بشكل متوازن، حسب رأي نائب أخر في المجلس الوطني التونسي.
من جانبه، قال الطاهر هميلة، النائب المستقل في المجلس الوطني التأسيسي والذي اشتهر بنعته للمعارضة العلمانية بحثالة الفرنكوفونية، لوكالة الأنباء الألمانية "وجدت اليوم في فرانسوا اولاند بقية روح الثورة الإنسانية ووجدت فيه التطلع إلى مبادئ الثورة الفرنسية. في مجمله هو يمثل فرنسا الحرة والإنسانية". يذكر أن فرانسوا اولاند قد تعهد بتقديم بلاده 500 مليون يورو لدعم الانتقال الديمقراطي في تونس. وفي خطابه دعا اولاند التونسيين إلى استكمال صياغة الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، مثلما حدث في انتخابات المجلس التأسيسي في تشرين أول/أكتوبر عام 2011.
ح.ع.ح(د.ا.ب/أ.ف.ب، روترز)