الروائية البريطانية دوريس ليسنغ تفوز بجائزة نوبل للأدب 2007
١١ أكتوبر ٢٠٠٧أعلنت الأكاديمية السويدية الملكية في ستوكهولم اليوم الخميس 11 أكتوبر/تشرين الثاني 2007 فوز الروائية البريطانية دوريس ليسنج بجائزة نوبل للأدب لهذا العام لتصبح بذلك المرأة الحادية عشرة التي تفوز بالجائزة التي منحت لاول مرة قبل أكثر من مئة عام.
ووصفت الأكاديمية المؤلفة البريطانية بأنها "شاعرة ملحمية للتجربة النسائية أمعنت النظر في حضارة منقسمة، مستخدمةً الشك وقوة الرؤية والتوقد". وتقدر قيمة الجائزة بعشرة ملايين كرونة أي ما يعادل نحو 1.53 مليون دولار. وهذه رابع جائزة نوبل تمنح هذا العام بعد إعلان جائزة نوبل للكيمياء أمس الأربعاء وجائزة نوبل للفيزياء يوم الثلاثاء وجائزة نوبل للطب يوم الاثنين.
كاتبة ملتزمة
وكانت ليسنغ في منزلها بشمال لندن وبرفقة قطتها "يام يام" تكتب على الأرجح على الآلة الكاتبة عندما سمعت نبأ فوزها بجائزة نوبل. وترى الكاتبة التي تتم عامها الثامن والثمانين يوم 22 تشرين أول/أكتوبر الحالي أن المؤسسة البريطانية لم تغفر لها أبدا مغازلتها للاشتراكية في سنوات ما بعد الحرب وآرائها القوية أيضا في القضايا النسائية والسياسية.
وتتناول ليسنغ في روايتها الأخيرة "الشقوق" فكرة كانت مصدر الهام كثير من كتاباتها الأولى وتطرح سؤالا هو كيف يمكن للرجال والنساء وهم مخلوقات متشابهة لكنها متميزة أن يعيشوا جنبا إلى جنب". وأضافت أن "كبر السن ليس أمرا ممتعا للغاية" وقالت إنها مهتمة بالجيل الأكثر شبابا وأنها اندهشت عندما وجدت شابات تحتشدن لسماعها وهي تقرأ من أشهر رواياتها ضمن السلسلة الإفريقية مثل "تحدي مارثا" و"المفكرة الذهبية" والعشب يغني".
وأشارت ليسنغ إلى أنها اكبر اهتماماتها تتركز على أكثر من الحرب وقالت "إنهم لا يفعلون شيئا من أجلها (البيئة)". وأضافت "نعيش حالة من التفسخ. اعتقد الناس أن العالم سيكون أفضل. لقد تخلصت تماما من الأوهام. ولم أعد أؤمن بالمدينة الفاضلة". وأوضحت ليسنغ إن "المأساة" التي تعيشها زيمبابوي التي عاشت فيها في طفولتها عندما كانت لا تزال تعرف بروديسيا تؤلمها كثيرا.
من هي دوريس ليسنغ؟
تعد الروائية البريطانية دوريس ليسنغ واحدة من أهم الشخصيات الأدبية بعد الحرب العالمية الثانية التي تميزت بغزارة عطائها الأدبي والروائي ساهمت كتابتها في إغناء المكتبة العالمية. وولدت ليسنغ في 22 أكتوبر/تشرين الثاني عام 1919 في إيران حيث كان والدها يعمل كضابط في الجيش البريطاني وأمضت طفولتها في إحدى المزارع الكبيرة في زمبابوي قبل أن تنتقل إلى بريطانيا موطن والديها عام 1949. تركت مقاعد الدراسة في وقت مبكر منذ أن كانت في سن الرابعة عشر وعكفت على دراسة الأوروبي والأمريكي في القرن التاسع عشر.
اشتهرت الكاتبة البريطانية خلال مسيرتها الفكرية والأدبية بنضالها ضد المظالم والاستعمار والتمييز العنصري كما عُرفت بأفكارها المؤيدة لحقوق المرأة وهي مواضيع تناولتها بأسلوب يمزج بين الواقعية الاجتماعية و الإبداع الخيالي. ومع صدور روايتها "المفكرة الذهبية" 1962 تحولت ليسينغ إلى أيقونة الحركات النسائية رغم أنها لم تنتمي يوما من الأيام إلى تلك الحركات.