السعودية والكويت ترفضان مطالبات إيران بحقل غاز متنازع عليه
٣ أغسطس ٢٠٢٣أعلنت السعودية والكويت الخميس (الثالث من آب/أغسطس 2023) أنهما "المالكان الوحيدان" لحقل غاز متنازع عليه مع إيران، في إطار خلاف يشهد تصعيدًا، بعدما هددت طهران بمواصلة عمليات التنقيب. ولطالما شكّل الحقل البحري المعروف بـ"آرش" في إيران و"الدرة" في الكويت والسعودية مصدر خلاف بين البلدان الثلاثة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية نشرته وكالة "واس" الرسمية الخميس أن "المملكة العربية السعودية ودولة الكويت تجددان التأكيد على أن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة".
وجددت الدولتان "دعواتهما السابقة والمتكررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للتفاوض حول الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت كطرف تفاوضي واحد، والجمهورية الإسلامية الإيرانية كطرف آخر، وفقًا لأحكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار".
وأجرت إيران والكويت محادثات على مدى سنوات بشأن المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها الغنية بالغاز الطبيعي، لم تفض إلى أي نتائج تذكر. وفشلت المحاولات الرامية مؤخرًا لإعادة إحياء المفاوضات، بينما ذكر وزير النفط الإيراني الأحد بأن طهران قد تواصل عمليات التنقيب في الحقل وإن كان من دون التوصل إلى اتفاق. ونقلت وكالة "شانا" الرسمية عن الوزير جواد أوجي قوله إن "إيران ستحافظ على حقوقها ومصالحها في ما يتعلّق باستغلال واستكشاف" الحقل "ما لم تكن هناك رغبة بالتفاهم والتعاون".
والشهر الماضي، دعت الكويت الجمهورية الإسلامية لعقد جولة محادثات جديدة بشأن الحدود البحرية بعدما لفتت طهران إلى استعدادها لبدء عمليات الحفر في الحقل. وبعد بضعة أسابيع، نقلت وسائل إعلام عن وزير النفط الكويتي سعد البراك قوله إن بلاده ستبدأ أيضًا عمليات الحفر والإنتاج من حقل الغاز من دون انتظار اتفاق ترسيم الحدود مع إيران.
يعود الخلاف بشأن الحقل إلى ستينات القرن الماضي عندما منحت كل من إيران والكويت امتيازين بحريين، واحد إلى شركة النفط الأنغلو-الإيرانية (قبل أن تصبح "بي بي") والآخر إلى "رويال داتش شل". وكان الامتيازان في الجزء الشمالي من الحقل الذي تقدّر احتياطاته القابلة للاستكشاف بحوالي 220 مليار متر مكعّب. والعام الماضي، وقّعت الكويت والسعودية اتفاقًا لتطوير الحقل بشكل مشترك رغم معارضة إيران التي وصفت الاتفاق بأنه "غير قانوني".
ويأتي تجدد الخلاف حول حقل الغاز بعد أشهر من إعادة السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بينهما، وسط مساعي طهران لإعادة ترتيب العلاقات مع دول الخليج العربية.
رئيسي يدعو بن زايد لزيارة ظهران
من جانب آخر ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء اليوم الخميس أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وجه دعوة رسمية إلى رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان لزيارة طهران في المستقبل القريب.
يأتي ذلك تزامنا إطلاق الحرس الثوري الإيراني مناورات قرب ثلاث جزر في الخليج تطالب بها الإمارات، وتعدّها الجمهورية الإسلامية جزءا لا يتجزأ من أراضيها. وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية الى أن المناورات تهدف الى "إظهار الاقتدار والاستعدادات الدفاعية والقتالية لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في حماية أمن الخليج الفارسي والجزر الإيرانية".
وشكّلت الجزر الثلاث في مضيق هرمز؛ طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبو موسى الواقعة الى الشمال منهما، نقطة خلاف بين طهران وأبوظبي، كذلك، تشكّل قضية الجزر ملفا بالغ الحساسية بالنسبة الى طهران، وسبق أن أثارت توتّرا بينها وبين دول تقرّ بحق الإمارات بالسيطرة على الجزر الثلاث.
وفي نيسان/أبريل، عينت إيران سفيرًا لها لدى دولة الإمارات للمرة الأولى منذ عام 2016 وسط إعادة ترتيب العلاقات بين دول الخليج وإيران. وبدأت الإمارات، التي تربطها علاقات تجارية مع إيران تعود لأكثر من قرن، إعادة التواصل مع طهران في عام 2019 بعد هجمات في مياه الخليج وعلى مواقع نفطية سعودية.
م.ع.ح/ع.ج.م (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)