السكري - تسابق مع الزمن للتوصل لعلاجات جديدة
٥ سبتمبر ٢٠١٢يختبر العلماء حاليا إمكانية استخدام أجسام مضادة لعلاج النقص في انتاج هورمون الأنسولين لدى مرضى السكري. ويوضح إلمار ييكل من كلية الطب بمدينة هانوفر طبيعة الأبحاث الحديثة الخاصة بمرض السكري ويقول إن العلماء يبحثون عن مواد فعالة من شأنها منع هدم خلايا بيتا المنتجة لهرمون الإنسولين.
وتناسب هذه الطريقة العلاجية بشكل خاص مرضى السكري في بداية المسار لأن المريض في هذه الحالة يكون لديه عادة وقت التشخيص الأولي بنسبة 15 بالمائة من خلايا إنتاج الإنسولين الفعالة.
وتتركز وظيفة الأجسام المضادة في هذه الحالة على حماية باقي الخلايا من التلف، وبهذا فإن المريض لن يحتاج للحقن المستمر بالإنسولين.
لكن الدراسات الدولية ترصد تضاربا واضحا في نتائج بعض الإجراءات الوقائية. ففي الوقت الذي رصدت فيه الدراسات استفادة كبيرة لمرضى السكري في أوروبا وأمريكا من خلال عقار "تيبليزوماب" الوقائي ، جاءت درجة الاستفادة منه في آسيا متواضعة للغاية.
ويرجع الطبيب إلمار ييكل هذا الاختلاف إلى إمكانية وجود أسباب أخرى للإصابة بمرض السكري (النوع الأول) في آسيا مقارنة بأوروبا علاوة على أن الدراسات تشير إلى أن معظم المصابين به في آسيا يعانون من الزيادة في الوزن في حين يتسم معظم المرضى في أوروبا بالنحافة.
لكن بعيدا عن التكهنات، يحاول العلماء حاليا التوصل إلى إجابات واضحة حول سبب الاختلاف في تعامل مرضى النوع الأول من السكري مع العلاجات الواقية.
خلايا قادرة على انتاج الإنسولين
لا تتوقف مساعي العلماء في البحث عن الأجسام المضادة فحسب بل إن هناك استراتيجيات وقاية متعددة، ففي البرازيل يستعين العلماء بخلايا جذعية من الدم.وتتم طريقة العلاج هنا كما يحدث في علاج سرطان الدم. ففي البداية يتم تدمير النظام المناعي باستخدام الإشعاع قبل حقن الجسم بخلايا دم جديدة على أمل أن تتعامل الخلايا الجديدة لجهاز المناعة بسلام مع خلايا بيتا البنكرياسية وألا تقوم بتدميرها. وتشير النتائج الأولية إلى فعالية هذه الطريقة.
وهناك استراتيجية علاجية جديدة يركز عليها الباحثون في أمريكا وألمانيا وإسرائيل وتتمثل في التعامل في العلاج مع الكبد. فالمعروف أن الكبد يجدد نفسه بانتظام لذلك فإن استئصال بعض أنسجته يمكن أن يتم ببساطة ودون إلحاق ضرر بالمريض. ونظرا للتشابه الكبير بين خلايا الكبد وخلايا البنكرياس، فلا يجد العلماء صعوبة بالغة في إجراء بعض التغييرات الجينية على خلايا الكبد لجعلها قادرة على إنتاج الإنسولين.
وتعقيبا على هذه الاستراتيجية يقول الطبيب الألماني ييكل:"نجح هذا الأمر في عالم الحيوان لكن السنوات الخمس إلى العشر المقبلة ستكشف مدى فعالية فكرة الإستعانة بخلايا الكبد كبديل لإنتاج الإنسولين".
فهل هي إشارة الى آمال جديدة ؟
كما يتوقع الطبيب ييكل أن يبدأ التداول الأولى لهذه اللقاحات الخاصة بالنوع الأول من مرض السكري خلال ثلاثة أعوام.
لكن مثل هذه الأخبار الجيدة لا تقتصر على مرضى النوع الأول من مرض السكري فحسب، إذ من المرجح أن يطرح قريبا في الأسواق، عقار طبي من شأنه الدفع بالكلى الى طرد سكري الدم الزائد مع البول. وبذلك فلن يكون المرضى في حاجة للإنسولين. ومن المنتظر أن يطرح العقار الطبي الجديد في الأسواق تحت اسم "Forxiga"
وبدت وكالة الأدوية الأوروبية مشجعة لهذا العقار مما يزيد من احتمالية الموافقة على طرحه في دول الإتحاد الأوروبي. غير أنه لميتم حتى الآن الكشف عن موعد محدد لطرح العقار الطبي في الأسواق.