السمنة تعيق الدماغ في أداء وظائفه
٢٨ يوليو ٢٠٠٥السمنة أو البدانة هي زيادة وزن جسم الإنسان عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون، وهي تنتج في الغالب عن عدم التوازن بين ما يتناوله الإنسان وبين ما يستهلكه الجسم، فالأخير لا يستهلك في الغالب كل ما يصله من دهون وبروتينات وفيتامينات وغيرها عن طريق المواد الغذائية. وعلى الرغم من أهميتها الحيوية فإن الجسم غير قادر على استيعابها وخاصة الدهون منها. ومن هنا يبدأ خطر السمنة على جسم الإنسان وصحته.
مضاعفات مرض السمنة
للزيادة في الوزن أو السمنة تأثير مباشر على أسلوب الحياة وصحة الإنسان، وهناك الآن مجموعة من الدراسات العلمية التي تؤكد أن للسمنة أيضا تأثير مباشر على الدماغ، فالدهون التي تتراكم في الجسم تقوم بانتاج هورمون لييتين. وتزداد نسبة ارتفاع هذا الهرمون في الدم كلما ازدادت نسبة الدهون في الجسم. وهو أمر ينعكس بشكل مباشر على وظيفة الدماغ الذي يفرز مواد تساهم مباشرة في التقليل من شهية الأكل وتعطل الوظيفة الطبيعية للجوع كما توضح البروفيسورة كارين شيفر من جامعة غوتينغن الألمانية. يضاف إلى ذلك مخاطر السمنة على صحة الإنسان كالقلب والشرايين والسكري. و لا شك أنه من النادر أن يعمر المصابون طويلاً بهذا المرض. وهناك أيضا انعكاس أخر يوضحه البيولوجي فاينر من جامعة تكساس، فقد استنتج من خلال تجاربه أن التركز الكبير لحجم هورمون الليبتين يكون له تأثير مباشر على خلايا الدماغ بحيث يعطل عدد من ردود أفعاله.
الوقاية خير من العلاج
تعتبر طريقة ما يسمى تحديد مؤشر الجسم Body- Mass- Index الطريقة المثلى لتحديد حجم الدهون لدى الإنسان، وغالبا ما تعتبر الدهون المتراكمة حول الخصر هي الأخطر على صحة الإنسان. وكلما تراجع قياس الخصر كلما انخفض معدل الدهون في الجسم. أما الطريقة فتساعد الأطباء على تحديد عدد من المشاكل التي يعاني منها المريض حسب ما تؤكده الباحثة الإنجليزية جيني هارفاي من جامعة دوندي. فلقد توصلت هارفاي من خلال الفحوصات التي أجرتها على مريضة تعاني من السمنة وارتفاع هورمون الليبتين أن المعنية تعاني من فقدان قصير المدة للذاكرة وأنها معرضة لمرض النسيان "الزهايمر". على صعيد آخر يؤكد الأطباء ان الوقاية خير العلاجات للحفاظ على تغذية متوازنة. وهنا لا بد من العمل بنصيحة الابتعاد عن محلات الوجبات السريعة التي لا تساعد الإنسان على اكتساب صحة جيدة.