السواحل الألمانية والخطر القادم مع تغير المناخ
من زيادة درجات الحرارة إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى المياه: عواقب وخيمة تواجهها البحار وأنماط العيش البيئي الساحلي في ألمانيا. تغيرات تتطلب إجراءات استباقية للحد من تأثيراتها السلبية. فكيف تستعد ألمانيا لمواجهتها؟
في الوقت الحالي، لاتزال الأمور تحت السيطرة. منسوب المياه في بحر الشمال وبحر البلطيق في ألمانيا يرتفع وفق المعتاد. غير أن العلماء يتوقعون تسارع العملية في العقود القادمة. لكن التوقيت ومدى الارتفاع غير معروفين. الأمر الذي يُعقد عمل سلطات الدفاع الساحلية.
تطورت السدود على طول الساحل الألماني على مر القرون وأصبحت أعلى وأكثر تطوراً. ويطلق على أحدثها اسم "سدود المناخ"، وهي مصممة خصيصاً لتكون قادرة على كبح المياه العالية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحر.
ولتأمين نفسها لجأت بعض التجمعات السكنية الساحلية، المهددة بارتفاع منسوب مياه البحر، إلى بناء منازلها على تلال صغيرة. على ما يسمى جزر "هاليغن"، وهي كل ما يمكن أن يتبقى فوق الماء أثناء ارتفاع العاصفة.
وعلى عكس ارتفاع مستوى سطح البحر، فإن ارتفاع درجات الحرارة في بحر الشمال وبحر البلطيق واضح بالفعل. يقول العلماء إن درجة حرارة المياه فيهما قد ارتفعت حوالي 1 درجة مئوية عما كانت عليه في ستينات القرن الماضي. وكان لهذا التحول في الظروف المناخية الأثر البالغ على العديد من الكائنات، بما في ذلك أسماك القد، التي بدأت في الهجرة شمالاً بحثاً عن البرودة التي تناسبها.
من جهة أخرى، أصبحت أسماك الأنشوفة تتخذ بشكل متزايد موطناً لها في بحر الشمال قبالة ألمانيا. عادة ما تتواجد هذه الأنواع في المناخ الجنوبي أكثر، غير أن درجات الحرارة المرتفعة تجذبها إلى مياه جديدة.
كما أن موقع التراث العالمي لليونسكو في بحر وادن معرض أيضاً لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع. وهو الموقع، الذي يعتبر بمثابة استراحة لملايين من الطيور المهاجرة، التي تسافر بين القطب الشمالي والمناطق الأكثر دفئاً إلى الجنوب. ولأنها غنية بالغذاء، تتوقف الطيور هناك لعدة أسابيع في كل مرة لدعم أجسامها بالدهون والطاقة لمتابعة رحلاتها.
في حين أن القليل من أنواع النباتات قد تنجو من المياه المالحة، التي تغمر بانتظام الأهوار بين بحر وادن والسدود، هناك عدة أنواع صغيرة من الحشرات والطيور تصمد في هه البيئة وتبني أعشاشها على مستوى الأرض.
إذا كان مستوى سطح البحر سيرتفع بسرعة كبيرة، فإن المسطحات الطينية المميزة لبحر وادن لن تظهر عند انخفاض المد، وستبقى مغمورة بالمياه. وهذا ما سيكون له آثار هائلة، ليس فقط بالنسبة للطيور، التي تعتمد على النظام الإيكولوجي للغذاء، ولكن أيضاً على النظام البيئي بحد ذاته. تامسين والكر/ريم ضوا.