السورب: أقلية عريقة وثقافة راسخة في ألمانيا
تعد الأقلية السوربية داخل ألمانيا من أعرق وأقدم الأقليات المتواجدة على أراضيها، وقد استقرت على وجه الخصوص في ولايتي براندبورغ وساكسونيا منذ القرن السادس ميلادي.
ثقافة عريقة
تعد الأقلية السوربية واحدة من أعرق الأقليات الأوروبية، وتتوفر على ثقافة ولغة خاصة بها. وللحفاظ على إرثها الثقافي أُنشأت جمعية باسم "دوموفينا" التي احتفلت صيف 2012 بعيد ميلادها المائة.
الموطن الجديد
تعد المنطقة الواقعة بين نهري أودر ونهر دنيبر (مصبه في روسيا)، الموطن الأم للسورب. وفي القرن السادس ميلادي، وتزامنا مع هجرات الشعوب التي شهدتها تلك الفترة، انتقل هؤلاء إلى ألمانيا وتحديداً إلى المنطقة الممتدة بين بحر البلطيق وجبال الهارتز. أما اليوم فيقدر عددهم بحوالي ستين ألفا، متمركزين بالأساس في ولايتي ساكسونيا وبراندنبورغ الشرقيتين.
دستور السورب وثقافتهم
ويحث دستور ولايتي براندنيورغ وساكسونيا على حماية ثقافة هذه الأقلية. وتعد مدينتا كوتبوس ف في ولاية براندنبورغ وباوتسن في ولاية ساكسونيا مركزاً لها بامتياز، كما يضمان مؤسسات للتمثيل السياسي للسورب. وبحكم أن كوتبوس تقع على الحدود الألمانية البولندية، فإن اللغة السوربية هناك عبارة عن خليط بين اللغة الأم واللغة البولندية، في حين أن السورب في باوتسان يتحدثون لغة قريبة بالأحرى إلى اللغة التشيكية.
ازدواجية اللغة
الفضل في بقاء اللغة السوربية إلى يومنا هذا يعود إلى أنها أصبحت ابتداء من القرن التاسع عشر لغة معتمدة في المدارس والكنائس، كما أنها شكلت منذ ذلك الحين لغة لطباعة الكتب. واليوم يوجد في المدارس السوربية نظام لغوي مزدوج يجمع بين السوربية والألمانية. وهو ما نجده أيضاً في الأماكن العامة وعلى علامات الطرق وغيرها.
الأزياء رمز الهوية
وبالنسبة للسورب المعتزين بثقافتهم، فإن الأزياء التقليدية السوربية هي لباسهم اليومي، فيما لا ترتديه الفتيات الصغيرات سوى في الحفلات والمناسبات الخاصة كالأعراس وغيرها.
ركوب الخيول في عيد الفصح
ومن التقاليد السوربية الأصيلة، ركوب الخير في عيد الفصح، حيث يرتدي الفرسان أبهى زينتهم ويركبون الخيول ليطوفوا قراهم للإعلان عن قيامة السيد المسيح.
البيض رمز الخصوبة
ولا يوجد أفضل من السورب في التفنن بتزيين البيض احتفالاً بعيد الفصح. كما أن تقليدهم في هذا العيد بدحرجة البيض من جبل بروتشينبيرغ، عادة يستمتع بها الصغار والكبار على حد سواء. وقد ظهرت قبل أربعة قرون، حين كان الأغنياء يدحرجون البيض والليمون والفستق من أعلى الجبل، فيلتقطها صغار الفقراء.
عرس الطيور
في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني يحتفل السورب بعرس الطيور. وفيه يضع الأطفال طبقاً أمام منازلهم، ليجدوها في الصباح الذي يليه مليئة بالحلوى والفطائر. وحسب الأسطورة، تملأ الطيور الأطباق لتكافئ الأطفال على مشاركتهم في عرسها. بينما يرتدي هؤلاء أزياء تقليدية على شاكلة طائر العقعق.
كرابات: الساحر التلميذ
يجسد الشاب اليتيم كرابات أحد رموز الأساطير السوربية. فهو الذي يتعلم فنون السحر للقضاء على الأرواح الشريرة كما تقول الأسطورة. وتحكي رواية أوتفريد برويسلار التي صدرت عام 1971 عن مغامرات كرابات، وهي القصة ذاتها التي شقت طريقها إلى قاعات السينما، عبر فيلم للمخرج ماركو كرويسباينتنار عام 2008، حاملا اسم الساحر التلميذ.
إطار تنظيمي
من مهام الجمعية التي أنشأت في 13 من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1912، العمل على حماية اللغة والثقافة السوربيتين، وكذلك المصالح السياسية لتلك الأقلية. وتحمل إسم "دوموفينا" ما يعني باللغة السوربية الوطن. وينطوي تحت لواءها عدد من الجمعيات وزهاء 7200 مشترك. وتظهر الصورة الرئيس السابق للجمعية دافيد ستاتنيك وخلفه الشاب يان نوك.
طوابع بريدية خاصة
صدرت طوابع بريدية خاصة تخليداً للذكرى المأوية على تأسيس جمعية السورب. وهناك من الطوابع من يرمز لعرس الطيور، فيما تحمل أخرى علم الأقلية بألوانه الأزرق والأبيض والأحمر. وحضر فعاليات الاحتفالات قرابة 800 شخصية على رأسها رئيس ولاية ساكسونيا ستانيسلاف تيليش وهو نفسه سوربي الأصل.