الشباب المصري منقسم حول تقييم دور وائل غنيم في الثورة
١٨ فبراير ٢٠١١امتلأت المنتديات على مواقع الانترنت مؤخرا بالمناقشات حول شخص وائل غنيم، لاسيما بعد ظهوره المتكرر في وسائل الإعلام المصرية متحدثا عن ثورة 25 يناير. ووائل غنيم هو الشاب المصري الذي أسس مجموعة "كلنا خالد سعيد" على صفحة الفيسبوك وكان ضمن الداعين لمظاهرة 25 يناير/كانون ثاني التي أشعلت شرارة الثورة المصرية. فكيف ينظر إليه الشباب اليوم؟
بطل ورمز للثورة المصرية
يعتبر البعض غنيم بطلا ً ويراه رمزا ً لثورة 25 يناير وللشباب المصري، وأنه يعبر عن مطالب الشعب بأغلب شرائحه، وذلك بسبب مشاركته في تأسيس صفحة على الفيسبوك ساهمت في إشعال الشرارة الثورية في مصر، وأيضا ً لاحتجازه من قبل جهاز أمن الدولة لمدة 12 يوما ً بسبب مشاركته في أول أيام المظاهرات. المهندس إيهاب زيدان يرى أن غنيم ظهر في لحظة زمنية كانت الثورة تحتاج فيها إلى رمز فأصبح هو الرمز الوحيد الذي عرف كيف يعبر عنها وعن مطالب الشعب.
وتضيف ابتسام محمود - مديرة العلاقات العامة بإحدى الشركات- أن ميزة وائل غنيم تكمن في أنه يؤكد دائماً أنه يتحدث عن رأيه الشخصي فقط فلا يفرض رأيه على الآخرين مضيفة: "على الرغم من أن غنيم لم يفعل الكثير إلا أنه ذكي ويعلم ما يريده الناس"، الأمر الذي تثمنه محمود.
تناقض في كلام غنيم
غير أن وائل غنيم حصد الكثير من الانتقادات أيضا، بعضها يدخل من باب نظريات المؤامرة، إذ أشاع البعض أنه عضو في جماعات سرية وماسونية، أو جماعات لها أجندات خفية، وبعضها له أسباب عقلانية من قبيل أن كلام غنيم "متناقض"، أو أنه متطلع للشهرة.
أميرة بهجت التي كانت تعمل سابقا في إحدى المنظمات غير الحكومية في مصر شرحت أن وائل غنيم لا يعجبها لأنه يغير كلامه كثيرا ً وتشعر أنه يفعل هذا لكي يعجب الناس. "كنت أشاهد غنيم وهو يقترح في إحدى القنوات الفضائية فض المظاهرات في حال تفويض حسني مبارك سلطاته لشخص أخر، وبعد إعلان الرئيس تفويض سلطاته بالفعل، أعاد غنيم كلامه مرة أخرى في الإعلام وطلب فضها مجدداً. ولكن بعدما أظهر المتظاهرون غضبهم تجاه موقفه وهاجموه ،غير رأيه لكي لا يفقد شعبيته وقال إنه يتحدث عن نفسه فقط." وتضيف بهجت أن تكرار غنيم لقوله بأنه لا يريد أن يشتهر يتناقض مع ظهوره المستمر في الجهات الإعلامية.
"بطل الثورة في البيت"
ويتساءل الكثيرون عن السر الحقيقي لسفر غنيم إلى مصر للمشاركة في المظاهرات ومدى إحساسه بمعاناة الشارع المصري وهو المقيم في فيلا في الإمارات وصاحب الراتب والمركز الكبير في شركة جوجل حيث يعمل مديرا للتسويق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكتب أحد مستخدمي الفيسبوك في جروب "أفوض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر" :" كفاك التحدث باسـمنا وأيضاً كـفاك إنساب الثـورة لك فأنت لم تعاني في عيشتك مثلما عانينا.. ولم يسقط من بينك الشهداء ولم تضع حياتك بين كفيك في مشـاهد الثورة.. ولم تنم في أيام التحرير والبرد هو غـطائك..."
كذلك انتقد عضو من أعضاء الفيسبوك الفيديو الذي يظهر غنيم في بيته وقت إعلان الرئيس المصري تنحيه فيقول: "بطل الثورة في البيت وقت كان فيه الملايين بالشارع وأمام القصر الرئاسي وميدان التحرير وهو أيضا قائد لثورة لم يحضرها وأنا اشك انه تم الدفع به للتهدئة.
منى حفنى
مراجعة: هيثم عبد العظيم