الشباب وحلم الـ"سوبر ستار"
يحيا جيل الشباب الحالي في عالم إعلامي مليء بالإعلانات، أكثر من أي جيل سابق. ومع ارتفاع مستوى المعيشة في العالم الغربي خاصة، تحولت الرفاهية إلى احتياج يومي. وانحصرت أحلام معظم الشباب في الغنى والشهرة،وهو شيء طبيعي، إذا ما نظرنا للبرامج التلفزيونية، خاصة الموجه منها للشباب. فالبرامج التي تملأ الإنترنت وقنوات الأغاني بشكل خاص، تشحن المراهقين بطموحات الشهرة والتفوق ويحول برنامج السوبر ستار حلم النجومية السريعة إلى هدف قريب المنال لكل شاب، فيتصور أنه لا يحتاج لأي مجهود ليصل إلى قمة المجد.
وتزداد هذه الظاهرة في ألمانيا، على الأقل هذا هو ما يريد معرض "كولهانترزCoolhunters" أو "الجري وراء المظاهر" في مدينة كارلزروه تأكيده. والسؤال الذي اهتم به هذا المعرض على الأخص هو كيف يستطيع الشباب الاحتفاظ بهدوئهم في عالم اليوم المضطرب وكيف يتحررون من تأثير الإعلانات اليومي ليتمكنوا من أن يصيروا "أنفسهم" وأن يكونوا شخصيتهم الخاصة المتميزة دون الإقتداء بنجوم الأفلام والغناء أو التأثر بالاحتياجات التي خلقها العالم الاستهلاكي.
عالم اليوم "جنة المستهلك"
تحاول صناعة المنتجات الاستهلاكية عن طريق الإعلانات والدعاية خلق احتياجات جديدة وتحويل الكماليات لأساسيات للحياة اليومية.مما يشكل ضغوطاً قوية خاصة على صغار السن. وفي الوقت نفسه تستغل البنوك سذاجة الشباب وكثرة الاحتياجات المادية التي خلقت لديهم لتغرقهم في الديون. فالشباب الذي لا يحصل بعد على دخل، يعتمد على قروض البنوك للصرف على "احتياجاته" اليومية من فواتير الهاتف المحمول أومن أجل الحصول على أحدث الأجهزة الالكترونية وتغيير الملابس كلما ظهرت صيحة جديدة. فالمراهقون "يشترون" شخصيتهم، متصورين أن هذا هو الطريق الوحيد لإيجاد مكاناً في مجتمع اليوم. ولكن الثمن غالياً.
هل جيل الشباب ضحية الاستهلاك؟
تؤكد سابينا هيملزباخ، القائمة على هذا المعرض أن أسئلة الشباب لم تتغير "يبقى ما يسعى له الشباب على مر العصور هو تحقيق الذات، وإيجاد مكان في المجتمع. ولكن ما تغير هو ثقافة السوق المادية الطاغية". من ناحية أخرى يظهر المعرض مشاركة الشباب في خلق هذا المجتمع الاستهلاكي. فهناك العديد من التعبيرات النقدية التي تهدف للسخرية من التعبيرات الإعلانية المنتشرة أو أسماء السلع المختلفة والماركات المشهورة. فتحمل بعض ملابس الشباب تلك الرسومات والتعليقات اللاذعة. "ما نريد تأكيده عبر هذا المعرض هو أن الشباب ليسوا ضحية الاستهلاك. بل الكثير منهم قادر على التعامل مع الموقف بشكل نقدي" أضافت السيدة هيملزباخ.
أدواتك تتحدث عنك
هل هناك لغة شبابية؟ وكيف تعكس ملابس الشباب شخصيتهم؟ وماذا عن ألعاب الكومبيوتر والإنترنت؟ وهل حقاً العنف في الأفلام مسئول عن ازدياد العنف في المجتمع؟ يحاول الـ"كولهانترز" إيجاد بعض الإجابات. ويسعى الفنانون لترك عادات الشباب وأدواتهم تعبر عنهم، دون اللجوء لأبحاث نظرية أو إحصائيات. ومن خلال اختلاط الصور باللوحات والأفلام ، يقدم المعرض الثقافة الشبابية من جوانب متعددة، داعياً الشباب لإعادة التفكير بأنفسهم في نواحي حياتهم المختلفة. فقاعة العرض المبنية على شكل لوح تزلج تحوي ستة أقسام: "الجسم"، "اللغة"، "المكان"، "الوقت"، "النوع" و"العنف". فالجينز وأحذية التزحلق والأحذية الرياضية تقول الكثير عن شخصية هذا الجيل.
وحرص المعرض على فتح باب المشاركة للطلبة وتلاميذ المدارس، لإنتاج أعمالهم الفنية (صور ورسومات وأحاديث وأفلام) الخاصة والتعبير عن وجهة نظرهم في ثقافة الشباب. وتنشر أعمالهم على صفحة الإنترنت الخاصة بالمعرض. إن شبيبة اليوم هم من يحددون اتجاهات مجتمع الغد. والمراهقون أفضل من يعرف أسرار التكنولوجيا والوسائط الحديثة . وكثيراً ما تعني محاولات القرصنة الالكترونية واختراق أجهزة الحاسب الآلي أكثر من مجرد اللعب، فهي في الأغلب تعبر عن رغبة في إيجاد مكان في مجتمع اليوم.