الصحف الألمانية تشيد بالحكم الصادر بحق قاتل مروة الشربيني
١٢ نوفمبر ٢٠٠٩ترى صحيفة دريسدنر نويستة ناخريشتن (Dresdner Neueste Nachrichten) الصادرة في مدينة دريسدن، أن المتهم أليكس دبليو، الذي لا يعاني من أي مرض عقلي، قد استحق عقوبة السجن مدى الحياة ،وهي أقصى عقوبة في القانون الألماني. الصحيفة وصفت الجريمة "بالعمل الوحشي"، حيث تقول: "من الصعب تصور أن سيدة حاملا قتلت فقط لكون دينها لم يعجب شخصا يعبر نفسه من جنس أفضل". كما كتبت الصحيفة، والتي ترى أن الحادث أعطى صورة سلبية حول ألمانيا و مدينة دريسدن قائلة: "لن يرض المتشددون المتعطشون للثأر بقرار المحكمة بالرغم من أنه حكم قضائي يستند على أساس قانوني". وتتابع الصحيفة قائلة إن "هذا الحكم يكفر عن الجريمة التي أرتكبت بحق مروة الشربيني لكنه لا يصحح مواطن الضعف في المجتمع".
أما صحيفة برلينر تسايتونغ (Berliner Zeitung) فعلقت بالقول: "انتقد خبير مصري في الشؤون السياسية ردود الأفعال الألمانية بعد وقوع حادثة مروة الشربيني مؤكدا على أنها (أي ردود الأفعال) كانت ستكون أقوى بكثير لو كانت الضحية يهودية إسرائيلية وليست مسلمة مصرية". واستطردت الصحيفة تقول "لا يمكن أن يعارض أحد هذه الأقوال. كما أنه مما لاشك فيه أيضا، أنه إذا كانت الضحية ألمانية والقاتل مصري لأدت هذه الحادثة إلى ثورة غضب عارمة وأستنكار شديد لدى الرأي العام في ألمانيا. فحتى حادثة انتحار حارس مرمى المنتخب الألماني تصدرت عناوين الصحف الألمانية، بما في ذلك صحيفة برلينر تسايتونغ نفسها، ما يعكس حجم الصدمة داخل الرأي العام إثر حادث الانتحار. في المقابل، وإثر حادث اغتيال مروة الشربيني، لم يكن لردود فعل كهذه داخل الرأي العام أي أثر يذكر".
صحيفة ميركشة ألغماينة (Merkische Allgemeine)، التي ذكرت أنه لا يوجد أحد يرغب في العيش في بلد يخاف فيها الأجانب على حياتهم، علقت على الحكم بالقول: "الحكم الذي أصدرته محكمة دريسدن جلي وعادل. ولم تتأثر المحكمة بمحاولات الدفاع للمراوغة و محاولة إثبات أن المتهم أرتكب جريمته وهو في حالة اضطراب نفسي".
أما صحيفة فيستفالن بلات (Westfalen Blatt) فترى أن الجيد في حكم المحكمة، هو أن قاتل مروة الشربيني لن يلحق أي ضرر بأي شخص آخر بعد الآن. كما أن الحكم أكد أن ألمانيا هي دولة قانون. لكن قرار المحكمة قصر في النظر في الظروف التي تؤدي إلى استمرار هذه الكراهية ضد الأجانب. وإن كان من الطبيعي ألا ينبغي تحميل المجتمع بأكمله مسؤولية تعطش الألماني الروسي الأصل إلى القتل. فحسب ما جاء في الصحيفة فإن هذا حادث فردي قام به شخص لم يتمكن خلال السنوات الست التي عاشها في ألمانيا أن يتعلم أساسيات التعايش في هذا البلد. كما تطالب الصحفية بضرورة مكافحة العنصرية وأن "نحرص على عدم التعميم في انتقاداتنا المحقة للإسلاميين المتشددين كي لا تشمل جميع المسلمين".
إعداد: هبة الله إسماعيل
مراجعة: خالد الكوطيط/ عبده المخلافي