"الصف الافتراضي" فرصة للحوار بين التلاميذ في الدول المختلفة
١٥ أغسطس ٢٠١٣يتذكر الطلاب جيدا اليوم الذي أتيحت لهم فيه فرصة الحديث مع طلبة في مدينة يافورسنو البولندية عبر سكايب. تتذكر الطالبة كارينا ميلر/18 عاما/ هذا اليوم وتقول:" حصلنا على ورقة كتبت عليها الأسئلة التي يجب علينا توجيهها للطلبة البولنديين". جلس التلاميذ أمام أجهزة الكمبيوتر وبدأ الحوار عبر الإنترنت مع أقرانهم في بولندا لمدة حصتين دراسيتين. تم الحوار بسلاسة ودون تعقيدات وتطرق الطلبة إلى موضوعات مختلفة مثل الموسيقى وأوقات الفراغ وأهم ما يميز المدينة التي يعيشون فيها.
تهتم المدارس الألمانية كثيرا بفكرة التبادل الطلابي إذ يقضي الطلبة فترة في دول أخرى وبالرغم من جدوى الفكرة إلا أنها مكلفة ويحتاج ترتيبها للكثير من الجهد لذلك اختار طلاب المدرسة المهنية في مدينة هاغن الألمانية البديل الأسهل وهو: التبادل الطلابي عبر الفضاء الإلكتروني.
تبادل المعلومات عبر الصف الافتراضي
تتم فكرة التبادل الطلابي عبر الفضاء الإلكتروني بطريقة سهلة فكل شخص مسجل على النظام سواء كان طالبا أم معلما يمكنه التواصل مع شركاء وتطوير أفكار للمحاضرات. تخلق هذه الفكرة فصولا دراسية افتراضية يمكن استعراض المحاضرات والمنتديات والحوارات بداخلها. تتولى هيئة التبادل التربوي رعاية هذه الفكرة وتسهيل التواصل بين الطلبة في ألمانيا ودول أخرى حول العالم.
تحمس طلاب المدرسة الفنية في هاغن كثيرا للفكرة التي أتاحت لهم رؤية أقرانهم في بولندا وسماع أصواتهم وعدم الاكتفاء بتبادل المعلومات عبر العالم الافتراضي فقط بالرغم من أن الاتصال كان ينقطع أحيانا لأسباب فنية كما تقول الطالبة كارينا ميلر.
وخرجت ميلر من هذه الجلسة بصداقات امتدت عبر العالم الإلكتروني أيضا إذ كتبت اسم أحد الطلبة في بولندا ثم بحثت عنه على موقع الفيس بوك وأضافته إلى صفحتها وامتد الحوار معه بعد ذلك.
تعاون بين أكثر من دولتين
تعني كلمة "التبادل عبر العالم الافتراضي" في الأساس وجود طرفين يجمعهما الحوار لكن معنى الكلمة في الواقع يشير إلى مشاركة صفوف مدرسية من دولتين على الأقل في المشروع وأحيانا يمتد التعاون لصفوف من ثلاث أو أربع دول. أتيحت لكارينا ميلر وزملاؤها في الصف فرصة الحديث وتبادل الحوار مع طلبة من رومانيا والنرويح وإيطاليا بالإضافة إلى طلبة مدرسة بولندية.
تولت ساندرا هانسن ترتيب هذا المشروع لطلبة المدرسة الفنية في هاغن وتقول:" كنت أبحث عن مشروع للفصل الدراسي الثاني وعندها تحدث معي بعض الزملاء وأعربوا عن رغبتهم في التعاون معنا ومن هنا كانت البداية".
التلاميذ يطورون أفكارا جديدة لتوفير الطاقة
يتم التخطيط للمشروع من داخل هذا الصف الافتراضي لتحديد المسئول عن تفاصيل المشروع والشكل النهائي له والذي يتنوع ما بين نص أو مجموعة صور بسيطة ويصل أحيانا لتنفيذ مجلة إلكترونية أما بالنسبة لمشروع "أوروبا الخضراء" فقد انتهى بتطوير موقع إلكتروني حول الموضوع به غرفة للدردشة.
وشارك الطلبة الألمان في مشروع "أوروبا الخضراء" عن طريق البحث عن طرق لتوفير الطاقة في مدينتهم. وعن هذه التجربة تقول الطالبة سارة كروز:" قمنا بالبحث طويلا واخترنا رؤوس الموضوعات وبحثنا عن نصوص وصور مثيرة للاهتمام". وتعاونت سارة مع زملائها في تصميم شعار للمشروع وتقديم فكرة ونتيجة المشروع عبر برنامج "باور بوينت" وفي النهاية قام باقي التلاميذ بتقييم عمل زملائهم.
إمكانيات لا حدود لها
لغة التواصل في مشروع "أوروبا الخضراء" هي الإنجليزية وهناك مشروع آخر تم خلاله إعداد مجلة باللغتين الألمانية والأسبانية على هامش حصص اللغات الأجنبية المدرسية. وترى مديرة المشروع ساندرا هانسن أن هناك إمكانيات غير محدودة لهذه الفكرة وتقول:" يمكن عمل مشروعات موسيقية مشتركة أو تنفيذ أعمال مسرحية كما أرى أنه من الممكن عمل مشروعات يقوم فيها مختلف الطلبة بالرسم سويا".
تتم فكرة التبادل حتى الآن بين دول أوروبية فحسب لكن أحيانا تشارك بعض الدول من خارج الاتحاد الأوروبي مثل تركيا أو أذربيجان على سبيل المثال كما أعربت بعض الدول في شمال أفريقيا عن رغبتها في المشاركة . ولا تعني فكرة التبادل الطلابي الإلكتروني نهاية برامج التبادل الطلابي الفعلية فكثير من الطلبة يفضلون السفر ولقاء أقرانهم في دول أخرى على أرض الواقع كما تقول كارينا ميلر:" أرى أنه من الجيد أن أحزم حقائبي وأسافر مع زملائي لنرى كيف يتم التدريس في صفوف أخرى".