الصين ترفع الرقابة المفروضة على الانترنت في المركز الصحفي الاولمبي
١ أغسطس ٢٠٠٨على ضوء الانتقادات الدولية الشديدة التي واجهتها الحكومة الصينية بشأن فرض رقابة على الإنترنت في المركز الصحفي الموجود في القرية الأولمبية، قررت الصين تخفيف الرقابة قبل أسبوع من انطلاق الألعاب الأولمبية والسماح للصحفيين بزيارة بعض المواقع، فيما بقيت مواقع أخرى محجوبة تماماً ولا يمكن تصفحها. وذكر غونيلا ليندبرغ نائب اللجنة الأولمبية الدولية بأنه " قد تم حل الخلاف...وبإمكان الجميع استخدام الإنترنت كباقي الدورات الأولمبية السابقة". وهو ما أكده جاك روجيه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية مؤخراً في حديث مع فرانس برس، وقال: "لأول مرة سيتمكن الإعلاميون الأجانب من نشر مواضيعهم بحرية في الصين. لن يكون هناك أي رقابة على الانترنت".
تلفزيون دويتشه فيله ضحية للرقابة؟
وبالرغم من تخفيف القيود الرقابية على الانترنت، لا تزال المخاوف بخصوص الرقابة تخيم على وسائل الإعلام الأخرى. تلفزيون دويتشه فيله يسعى حاليا للكشف عما إذا كانت القناة وقعت ضحية للرقابة الصينية، حيث تَعرض بث القناة التلفزيوني لخلل أثناء عرض الفيلم الوثائقي "اولمبيا في الصين"، وهو الفيلم الذي يتطرق بشكل نقدي لقضية استخدام المنشطات في الصين. الفيلم بُث يوم الأربعاء الماضي الموافق 29 يوليو/تموز، وعرضت صورة ثابتة لمدة عشرة دقائق بدلا من الفيلم. جدير بالذكر أن تلفزيون دويتشه فيله ضمن القنوات الأرضية التي تعرض في المركز الصحفي والقرية الأولمبية.
الصين نكثت وعودها السابقة
وكانت الصين قد أعطت وعوداً سابقة برفع القيود عن الشبكة العنكبوتية والسماح للصحفيين بزيارة كافة المواقع الإلكترونية، إلا أنهم فُوجئوا عند وصولهم هذا الأسبوع إلى الصين بإغلاق بعض المواقع الإخبارية الخاصة بالمجموعات واللجان المدافعة عن حقوق الإنسان والمواقع الخاصة ببعض وسائل الإعلام الدولية مثل شبكة "بي بي سي" البريطانية و"دويتشه فيله" الألمانية وصحيفة هونغ كونغ "ابل دايلي" وصحيفة "ليبرتي تايم" التايوانية. وقد عبر كيفان غوسبر رئيس لجنة الصحافة باللجنة الأولمبية الدولية عن خيبة أمله في هذا الشأن، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية لا تستطيع أن تملي على الصين ما يتعين عليها فعله. واتهم غوسبر روجيه بأنه كان على علم مسبق بنوايا الصين حول هذه النقطة رغم إبلاغه وسائل الإعلام الدولية بضمان حرية الحصول على خدمات الإنترنت.
"زعماء الصين يواصلون ازدراء حرية التعبير"
ويجدر بالذكر أن الحكومة الصينية حددت قائمة من المواقع الإلكترونية الممنوعة كتلك التي تنتقد الصين الشيوعية أو تعتبر حساسة من الناحية السياسية أو تناقش مواضيع محظورة مثل حقوق الإنسان أو قضية التبت أو الفساد الحكومي أو جماعة فالون جونج المحظورة. وانتقدت منظمة فريدوم هاوس الحقوقية الأمريكية، وهي منظمة غير ربحية تدعم الديمقراطية، إجراءات الحكومة الصينية على لسان مديرتها التنفيذية جينيفر ويندسو وقالت بأن "زعماء الصين يواصلون ازدراء حرية التعبير وليس لديهم النية الوفاء بتعهداتهم أمام اللجنة الاولمبية الدولية". كما قالت فريدوم هاوس إن الصين وضعت الصحفيين الصينيين تحت رقابة شديدة أكثر من ذي قبل ومنعتهم من الوصول إلى الأنباء ومصادر المعلومات أو سجنت بعضهم وأيضاً أصحاب المدونات على الإنترنت.