ar-0104 Israel Netanyahu Kommentar
١ أبريل ٢٠٠٩يحلو لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتينياهو أن يصف حكومته بأنها "حكومة وحدة"، وهو يريد بذلك الإيحاء بأن هذا الائتلاف قادر على مواجهة المشاكل الكبيرة التي تواجه البلاد. وفعلا فمن أجل مواجهة مثل هذه المهمات الكبيرة يصبح تشكيل ائتلاف من الأحزاب الرئيسية، بغض النظر عن إيديولوجيتها، مبررا. إلا أن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة هآرتس الليبرالية أظهر أن أربعة وخمسين بالمائة من الإسرائيليين غير راضين عن الحكومة الجديدة. وهذه بداية سيئة.
لائحة أسباب عدم الرضا طويلة؛ ومنها أن نتينياهو شكل أكبر ائتلاف في تاريخ إسرائيل وحكومته تضم عددا كبيرا من الوزراء ووكلاء الوزراء لكنها تكاد تخلو من الخبراء. وهو بذلك أرضى السياسيين وأحزابهم كي يحصل على الأغلبية ولم يخترهم لأنهم مناسبون لحل مشاكل البلاد. ولهذا السبب لا يعطي حتى المراقبون الإسرائيليون فرصا كبيرة لاستمرار هذه الحكومة. صحيح أن حكومات إسرائيلية كثيرة لم تعمر طويلا، إلا أنّ فترة حكم قصيرة قد تكفي أحيانا لإلحاق أضرار جمة. وإمكانية الضرر الذي قد تسببه هذه الحكومة أكبر، على كل حال، من الحكومة السابقة.
ليبرمان: شخصية مثيرة للجدل
فوزير الخارجية في الحكومة الجديدة افيغدور ليبرمان كان يعمل حارسا على باب ديسكو في وطنه مولدافيا؛ وأسلوبه في السياسة يذكر بمهنته السابقة: فخصومه يعاملون بفظاظة ويهانون ويهددون. والخصوم هنا هم بالدرجة الأولى الفلسطينيون، ثم العرب بشكل عام وإيران. الفلسطينيون يود ليبرمان أن يسحبَ الجنسية منهم ويطردَهم والعرب يريد إبقاءهم تحت سيطرته بالتهديد بمهاجمتهم، أما إيران فيود قصفها بشكل يعيدها إلى ما قبل عصر الذرة.
لذا من الصعب تخيل كيف سيلتقي وزيرُ خارجيةٍ كهذا في المحافل الدبلوماسية (الدولية) مع هيلاري كلينتون، التي وبتفويض من رئيسها، تسعى إلى تسوية الأمور وتحقيق تقارب مع العرب وإيران. وتولي ليبرمان لهذا المنصب لا يخضع لحسابات الائتلاف وإنما يتماشى أيضا مع تصورات نتينياهو وهو ما يجعل الأمر أكثر سوءا. أما الأدهى من ذلك فهو مشاركة ايهود باراك في الحكومة، لأن وزير الدفاع الحالي سيبقى في منصبه رغم أنه برهن في حرب غزة بأنه، وباستثناء العضلات، ليس لديه ما يقدمه.
الدور الأوروبي الأمريكي مطلوب
أما السلام فلا أحد يتحدث عنه في إسرائيل. لذا فإن هذه المهمة تقع اليوم أكثر من أي يوم مضى على عاتق الدول الأخرى. بالتأكيد لا يستطيع الاتحاد الأوروبي، ولا الولايات المتحدة، فرض السلام؛ فالسلام لا يتحقق بالإكراه، لكنهما يستطيعان، بل يتوجب عليهما في المحصلة المطالبة بالسلام. لعشرات السنين صدَّق المرء أن السلام يأتي على رأس أولويات الحكومات الإسرائيلية؛ لكن، في هذه الأثناء بدأنا نسمع هذه الأقوال من الطرف العربي وليس من حكومة نتينياهو الجديدة. حتى الآن جرى وبوجه حق، معاقبة حماس والعرب الآخرين الذين رفضوا السلام، أما اليوم فيجب تطبيق هذه القاعدة على الحكومة الإسرائيلية.
الكاتب: بيتر فيليب
المحرر: طارق أنكاي