العالم المسيحي يحتفل بميلاد السيد المسيح عليه السلام
٢٤ ديسمبر ٢٠٠٥يحتفل العالم اليوم في شتى أنحاء المعمورة بالليلة المباركة التي تتزامن مع ميلاد السيد المسيح في بيت لحم. وللإحتفال بقداس الميلاد وصل بطريرك القدس للطائفة اللاتينية ميشال صباح إلى مسقط رأس يسوع المسيح صباح اليوم. وقال البطريرك للصحافيين والمؤمنين عند وصوله إلى احد مداخل بيت لحم في مقدم موكب حضر من القدس: "يجب إزالة الجدران والأسوار ومد جسور السلام والمحبة بدلا منها". كما كرر قائلاً إن بناء جدار الفصل جعل "بيت لحم تعيش في سجن كبير". وأضاف في السياق ذاته:"من أراد ان يحكم هذه الأرض المقدسة يجب ان يتمثل بالله وبمعاني ميلاد يسوع المسيح وليس بالعنف". وتابع صباح ان "رسالة العيد في هذا العالم منصبة على بيت لحم والأرض المقدسة عموما". وبدا آلاف الفلسطينيين والحجاج التوجه الى بيت لحم التي استعادت أجواء العيد بعد خمسة أعوام من انتفاضة الأقصى. كما أقيمت للمرة الأولى منذ عام 1999 "سوق الميلاد".
وعلى الطريق التي سلكتها السيدة مريم العذراء في اتجاه الموقع الذي ولد فيه المسيح، اقيمت سلسلة أكشاك لبيع حرفيات من خشب الزيتون، إضافة الى اوان واطعمة تقليدية. وفي ساحة المهد التي تحيط بها كنيسة المهد من جهة وبلدية بيت لحم واحد المساجد من جهة اخرى، كانت حافلات تقل سياحا ثم تصطف في موقف من طبقات عدة أنشئ خصيصا لتفادي الزحمة. ووفق التقليد المتبع سيشارك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في قداس منتصف الليل. يذكر أن كانت اسرائيل منعت سلفه الزعيم ياسر عرفات الذي رحل في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 من المشاركة في هذا القداس منذ عام 2001.
جلال طالباني يهنىء مسيحيي العراق
ومن جهته هنأ الرئيس العراقي جلال الطالباني اليوم مسيحي العراق والعراقيين جميعا بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية. وقالت الرئاسة العراقية في بيان أصدره اليوم ان طالباني يقدم "من أعماق القلب التهنئة بحلول عيد الميلاد المجيد واعياد رأس السنة متمنيا لكم الخير والامن والسعادة والرفاه في وطننا المشترك العراق".واضاف البيان "نعاهدكم على مواصلة العمل لترسيخ مبادئ المساواة التامة بين مواطني العراق بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية او المذهبية او القومية". واوضح ان "مبادئ التسامح التي بشرت بها الأديان السماوية هي السبيل للارتقاء ببلادنا إلى الأمان والطمأنينة والسعادة والازدهار وتحقيق رفعة بلدنا مرهونة بتعزيز وحدة ابنائه ونبذ الفرقة والبغضاء". ويعيش في العراق قرابة المليون ونصف عراقي مسيحي من مختلف الطوائف المسيحية فيما يقارب هذا العدد آخرون تركوا البلاد خصوصا بعد الغزو الاميركي البريطاني في نيسان/ابريل 2003 بسبب غياب الأمن وعدم الاستقرار في العراق.
كولر: "ألمانيا قوة لخدمة الخير"
أما في ألمانيا فقد دعا اليوم الرئيس هورست كولر في خطابه التقليدي بمناسبة عيد الميلاد المقدس، الشعب الألماني إلى مزيد من التفاؤل. وأشار كولر في خطابه إلى "إستعداد غالبية الألمان لتجاوز خلافاتهم وفروقاتهم السياسية والإجتماعية من أجل العمل يداً بيد لحل المشكلات الكبيرة التي تواجهها ألمانيا". وبالإضافة إلى ذلك طالب كولر من مواطنيه المزيد من "النزاهة والإستقامة" التي لا تضر أحداً، على حد قوله.
مظاهر عيد الميلاد في ألمانيا
من أبرز المشاهد في ألمانيا أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد، هو انتشار الأسواق الخشبية في أرجاء المدن ونواحيها المختلفة، والمشهورة باسم " أسواق عيد الميلاد المجيدة"، وتحتوي هذه الأسواق على العديد من الأشياء التي لا يراها النّاس ويعايشوها إلاّ في هذا الوقت من السنة وحتى الليلة المقّدّسة، حيث تباع في هذه المحلاّت أنواع الأطعمة المختلفة، وتشتهر أسواق عيد الميلاد بشراب الخمر السّاخن في جميع مدن ألمانيا، فيتوجه سكّان المدن لقضاء معظم الوقت في هذا السوق، وتناول الأطعمة الدسمة من أنواع اللحوم المختلفة، أشهرها لحم الاوز الذي يُأكل بكثرة في هذه الأيّام، بالإضافة الى الحلويات التي تباع بشتى الأصناف مثل الكعك وحلوى الفزدق واللوز المغطاة بطبقة من السكّر الملوّن، والتي تباع بكثرة خصوصاً للأطفال. ومن الأشياء التي تجذب المشترين هي منتوجات العسل الطبيعي والتي يتميّز بها هذا السوق. ويعيش سكّان المناطق الألمانية هذه الأجواء بطابع من الفرحة والبهجة والسرور حتى قدوم ليلة رأس السنة الجديدة والتي لا تمت ليلة عيد الميلاد في الـ25 من ديسمبر/كانون أوّل بأي صلة.
حجاج عيد الميلاد يجلبون الأمل إلى بيت لحم
أشاعت الآمال في تدفق الحجاج قدرا ضئيلا من البهجة في بيت لحم اليوم السبت فيما تستعد المدينة التي يعتقد أنها شهدت مولد المسيح للاحتفال بأول عيد ميلاد وهي معزولة بجدار عن القدس. وتراجعت بهجة الاحتفالات بعيد الميلاد منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 لكن وقف لإطلاق النار مضى عليه عشرة أشهر ساعد بشكل كبير على زيادة عدد الحجاج والسائحين الزائرين لبيت لحم. وفي هذا السياق قالت مريم عزيز (47 عاما)، مديرة مكتب السياحة بالمدينة: "الامور أفضل قليلا عن السنوات السابقة. جميع غرف الفنادق حجزها الحجاج الذين جاءوا للاحتفال بعيد الميلاد." كما قال قال البطريرك ميشيل صباح بطريرك اللاتين في القدس للصحفيين بعد عبوره نقطة تفتيش عسكرية الى بيت لحم: "هذا السور يجب ألا يكون موجودا ويوما ما فانه لن يكون موجودا. وأضاف انه يجب أن يسترد الشعب الفلسطيني حريته وأرضه باقامة دولة وعاصمة ويجب أن يحصل الشعب الإسرائيلي على الامن.
وفي هذا السياق قال فلسطينيون انهم مصممون على أن تبدو المدينة أكثر بريقا وضياء عما كانت في الاعوام القليلة الماضية وأقاموا لذلك شجرة ضخمة والعديد من وسائل الإضاءة في حين رفرفت صفوف من الأعلام الفلسطينية. يذكر أن اقتصاد مدينة بيت لحم الذي يعتمد أساسا على السياحة للانهيار أثناء الانتفاضة مع تحول المدينة الى ساحة لحرب متقطعة. وقال صلاح التعمري رئيس بلدية بيت لحم ان الفلسطينيين تحدوا الجدار في الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام، كما تحدوا الاحتلال والغارات الإسرائيلية المستمرة على المدينة.