العالم ينعى كاسترو "الرمز التاريخي" و"الطاغية"
٢٦ نوفمبر ٢٠١٦اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن "التاريخ سيحكم على التأثير الهائل" لأبي الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي توفي مساء الجمعة، على كوبا والعالم، معربا عن "صداقته للشعب الكوبي". وأكد أوباما، الذي أنجز مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، شقيق الزعيم الراحل، التقارب التاريخي وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين العدوين السابقين إبان الحرب الباردة، أن ادارته "بذلت جهدا كبيرا" لطي صفحة "الخلافات السياسية العميقة" التي استمرت أكثر من نصف قرن. وقال الرئيس الاميركي، الذي يغادر البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير 2017، بعدما بدأ في 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 تقاربا غير مسبوق بين واشنطن وهافانا، إن "التاريخ سيحكم على التأثير الهائل لهذه الشخصية الفريدة على الشعب (الكوبي) والعالم حوله". وفتح كل من البلدين سفارته لدى البلد الآخر في صيف 2015.
أما الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، فقد اختلف عن سلفه أوباما، وقال إن الإرث الذي خلفه الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو هو عبارة عن "فرق الإعدام والسرقة، والمعاناة التي لا يمكن تصورها، والفقر، والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "رجل الدولة المميز يعتبر بحق رمزا لحقبة في التاريخ الحديث للعالم"، مضيفا أن كاسترو "كان صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه". من جانبه قال ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتحاد السوفيتي الذي كان لفترة طويلة سندا اقتصاديا وسياسيا لكوبا، إن كاسترو ترك بصمة دائمة في تاريخ بلاده والعالم. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن غورباتشوف قوله "دعم فيدل بلاده في وقت الحصار الأمريكي الشرس وفي وقت من الضغوط الكبيرة عليه." وأضاف "قاد بلاده من الحصار إلى طريق الاكتفاء الذاتي والتنمية المستقلة."
من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة بثها التلفزيون السبت "لقد فقد الشعب الصيني رفيقا صالحا ووفيا (...) الرفيق كاسترو سيبقى خالدا".
وقال التلفزيون الصيني إن "الصين وكوبا صديقان حميمان، رفاق طيبون". بدوره، كتب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على تويتر "يجب على كل الثوار في العالم، مواصلة إرثه وحمل شعلة الاستقلال والاشتراكية والوطن الإنساني". ورأى الرئيس البوليفي ايفو موراليس الزعيم الكوبي كواحد من "عمالقة التاريخ" الذي دافع عن "كرامة شعوب العالم".
كما وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس كاسترو بأنه كان "مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم".
أما الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند فقال إن كاسترو "جسد الثورة الكوبية من خلال الآمال التي أثارها ومن ثم في خيبات الأمل التي كان هو سببها".
وأضاف ان كاسترو الذي "لعب دورا في الحرب الباردة، عرف كيف يكون فخرا بالنسبة للكوبيين برفضه الهيمنة الاجنبية". ودعا أولاند إلى رفع الحظر عن كوبا بشكل نهائي.
وفي اوتاوا، عبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن "الحزن" لوفاة "صديق قديم" لبلاده وعائلته. كما علق رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على وفاة كاسترو قائلا إنه كان "واحدا من الشخصيات الأكثر رمزية في القرن العشرين".
و قال رئيس الوزراء الإسباني المحافظ ماريانو راخوي إن للزعيم الكوبي "مكانة تاريخية" مشيرا في بيان إلى تأثيره على كوبا و "نفوذه الواسع" في المنطقة.
من جهته، أعاد رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس بث تغريدة لحزبه اليساري على تويتر جاء فيها "وداعا أيها القائد حتى انتصار الشعوب"، مشيرا إلى أن "التاريخ يقف إلى جانب فيدل كاسترو".
واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن كاسترو "كان شخصية فريدة، حارب ضد الاستعمار والاستغلال" مضيفا "كان مثالا للنضال من أجل استقلال الشعوب المضطهدة"، وفقا لوكالة فارس للأنباء. واعتبر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن "صفحة مهمة في التاريخ السياسي العالمي انطوت" موضحا أن هذا "يضع حدا للحرب الباردة التي قسمت حتى السكان في القرن الماضي".
إلى ذلك، قال روبرت فيكو رئيس الوزراء السلوفاكي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي إن "كوبا لم تهدد أحدا قط، ولا تريد سوى أن تحيا بطريقتها الخاصة. كثيرون اولئك الذين كرهوها ولا يزالون بسبب شجاعتها". وقال رئيس الفيليبين رودريغو روترتي إن كاسترو "انتفض ضد الغرب والامبريالية". وأشادت سلطات النيبال ب"نزاهة" كاسترو ووصفته بأنه "بطل قضايا الشعوب". ورأت وكالة الأنباء الفيتنامية أن كاسترو كان "قائدا عظيما" و"مرآة مشرقة للاستقلال والحركات الثورية في دول اميركا اللاتينية والعالم".
وأشاد رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوكا أيضا بالزعيم الكوبي وشكره على دعمه ومساندته في الصراع من أجل القضاء على نظام الفصل العنصري في بلاده. وقال زوما في بيان "كان الرئيس كاسترو معنيا بصراعنا ضد الفصل العنصري. ألهم الشعب الكوبي لينضم إلينا في نضالنا ضد الفصل العنصري."
موت "طاغية" سبب متاعب لواشنطن
على النقيض من ذلك، كان رد فعل كوبيين مقيمين في الولايات المتحدة لاذعا كما رحب البعض بوفاته. وفي ميامي وفي المنطقة المحيطة بمطعم فرساي حيث يعيش الكثير من المنفيين والفارين من الثورة الكوبية خرج الناس إلى الشوارع في سيارتهم في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت للاحتفال بوفاة كاسترو. ولوح المئات بالأعلام وأخذوا يقرعون القدور وهم يحملون المظلات لحمايتهم من الأمطار. وقالت إيلينا روس ليتينين الكوبية الأمريكية من ميامي وعضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري في بيان "مات طاغية لتبزغ شمس فجر جديد على آخر معقل للشيوعية في نصف الكرة الغربي."
أما وسائل الإعلام الاميركية فكتبت إنه كان "مصدر متاعب" لـ11 رئيسا أميركيا و"كاد أن يدفع العالم إلى حرب نووية"، بحسب "نيويورك تايمز" في حين اعتبرته "لوس انجليس تايمز" أنه كان "رمزا ثوريا" ونددت "واشنطن بوست" بممارسته "القمع".
ع.ج.م/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ)