العاهل الأردني يسعى إلى لعب دور مركزي في حل مشكلات الشرق الأوسط
٢٠ مايو ٢٠٠٧جدول مواعيد العاهل الأردني ممتلئ تماما في الأيام الجارية: فبعد لقاء مع نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني في العقبة، انتقل العاهل الأردني إلى لقاء آخر في مدينة البتراء الأثرية للاجتماع مع 44 شخصية من حاملي جائزة نوبل من شتى أنحاء العالم وبعد ذلك، قابل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. هذا إلى جانب تحضيراته للمنتدى الاقتصادي العالمي الخاص بالشرق الأوسط والذي يعقد في البحر الميت في الفترة ما بين 18 إلى 20 أيار/مايو. علاوة على ذلك، كاد العاهل الأردني أن يتوجه بطائرة عمودية لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لولا العاصفة الرملية التي هبت بشكل مفاجئ على الأردن وأدت إلى إلغاء الرحلة.
الأردن نحو دور أقليمي أكبر
العاهل الأردني يعرف كيف يقدم بلاده كلاعب فاعل في الشرق الأوسط وكيف يعطي بلاده بذلك دوراً أكبر مما هو متوقع للوهلة الأولى في الغرب. فهو يدفع الولايات المتحدة إلى الإسراع في التوصل إلى صيغة لتحقق السلام في العراق. كما يشدد على الجانب الإسرائيلي أخذ المبادرة العربية للسلام على محمل الجد وفي نفس الوقت يناشد الفلسطينيين بضرورة حل خلافاتهم الداخلية والعودة يدا بيد إلى عملية السلام مع إسرائيل.
مبادرات لصالح الشباب الأردني
هذا على الصعيد الإقليمي. أما على الصعيد المحلي فيسعى الملك الأردني بدأب إلى تعزيز الدعم الدولي لبلاده. فدعوة حاملي جائزة نوبل للاجتماع للمرة الثالثة في البتراء هدفها تشجيعهم على اتخاذ مبادرات تدريبية وتربوية لصالح الشباب الأردني.
كما أن تنظيم المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط في البحر الميت يهدف إلى تمهيد الطريق أمام الأردن لتعزيز مكانته في مجال المعلوماتية والتقنيات، خصوصا أن كثيرا من الجهات المشاركة في المنتدى هي من الشركات التقنية والمنظمات غير الحكومية المهتمة بهذا المجال.
إن مبادرات من هذا النوع تكتسب أهمية كبيرة خصوصا أن كثيرا من سكان الأردن هم من الشباب، فالشباب هم ثروة الأردن الأهم. وكما كان الحال خلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي السابقة، سيتم إقرار مبادرات في مجال التنمية والتربية ستستفيد منها الأطراف الدولية والأردنية في نفس الوقت.
لقاءات جانبية مهمة
وعلى هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، ستكون هناك لقاءات جانبية ذات أهمية مثل لقاء مجموعة الأحد عشرG-11، وهي مجموعة تأسست بناء على دعوة من العاهل الأردني في خريف 2006 وتضم إلى جانب الأردن دولا مثل نيكاراغوا وأندونيسيا والباكستان والبوسنة وغيرها. ومن أهم القواسم المشتركة بين هذه الدول هو دخلها الوطني الإجمالي المتدني أو المتوسط. وتلتقي المجموعة من وقت لآخر لبحث مصالحها ومشاكلها المشتركة.
ولعل اللقاءات الجانبية غير الرسمية التي تعقد على الهامش هي أكثر أهمية من نتائج الاجتماعات الرسمية. ولأن الأردن ومصر هما الدولتان العربيتان الوحيدان اللتان وقعتا معاهدات سلام مع الجانب الإسرائيلي، فإن ممثلين إسرائيليين يتواجدون في هذه المؤتمرات ويلتقون بممثلين عن الدول العربية. وهنا يلعب الأردن أيضا دور الوساطة بصفته حليف قوي للولايات المتحدة. كذلك الحال فيما يخص العراق. وعلى هذا الصعيد يتعاون الأردن مع السعودية في الدفاع عن مصالح السنة في العراق الذي كان متحالفا لفترة طويلة مع الأردن.
روابط وطيدة مع الفلسطينيين
أما علاقة الأردن مع الجيران الفلسطينيين فهي علاقة ذات أمد بعيد، فحوالي ثلثي سكان الأردن هم من أصل فلسطيني. لذلك فإن مصلحة هذا البلد تتطلب التوصل إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط. فالوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ينعكس بشكل مباشر على الحالة الأردنية.
الملك عبد الله الثاني لا يتجاوز الموضوعية حينما يعتقد أنه يستطيع لعب دور مركزي في حل المشاكل الإقليمية في المنطقة. وهو يسعى بكافة الوسائل وبنجاح كبير إلى الوصول إلى هذا الدور الذي تسعى إليه مصر والسعودية أيضا.